في المغرب حيث تفيد الإحصائيات الرسمية أن نسبة المصابين بالفيروس الكبدي "س" تقدر ب1.2 بالمائة، في حين تبلغ نسبة المصابين الفيروس الكبدي "ب" 2.5 في المائة، بلورت وزارة الصحة استراتيجية وطنية شاملة ومخطط عمل لفترة ما بين 2017-2021 من أجل محاربة التهابات الكبد الفيروسية، كما أعدت برنامجا وطنيا جديدا للقضاء على التهاب الكبد "س" يرتكز على خمس دعامات أساسية تتمثل في توفير اختبارات الكشف والتشخيص لداء التهاب الكبد من النوع " س"، ومعالجة المصابين، والوقاية من العدوى، والحكامة والشراكة، وتوفر المعلومات الاستراتيجية حول التهابات الكبد الفيروسية. وعملت الوزارة على بلورة رؤية تحت شعار "مغرب بدون التهاب الكبد الفيروسي "س"، كان من أبرز معالم تنفيذها الشروع، منذ حوالي سنتين، في التصنيع المحلي لأدوية جنيسة مضادة للفيروس "س" ذات مفعول مباشر (السوفوسبوفير والداكلطاسفير)، وهي الأدوية التي شرع في تسويقها بأسعار جد مناسبة (100 مرة أقل من سعر الدواء الأصلي)، بهدف تسهيل الولوج للعلاج وتحقيق هدف القضاء على داء التهاب الكبد الفيروسي "س" بالمملكة في أفق 2030. كما عرف التكفل بالالتهابات الكبدية في المغرب، خلال السنوات الأخيرة، تقدما كبيرا خصوصا مع تعميم التغطية الصحية الإجبارية ونظام المساعدة الطبية "راميد". وحسب معطيات لوزارة الصحة دائما، فإن تكلفة العلاج للمريض الواحد تقدر سنويا ب147 ألف درهم إضافة إلى 16 ألف درهم خاصة بكلفة الفحوصات البيولوجية للتشخيص والتتبع. من جهة أخرى، وبفضل إدخال اللقاح ضد التهاب الكبد الفيروسي "ب"، في البرنامج الوطني للتلقيح منذ سنة 1999، تجاوز معدل التغطية الخاصة بالتلقيح ضد التهاب الكبد الفيروسي "ب" الهدف العالمي (90 في المائة) ليصل حاليا إلى 98 في المائة . كما يرجع التقدم المسجل في مجال مكافحة هذا المرض إلى إنشاء نظام المراقبة الوبائية وتنفيذ تدابير الوقاية الفردية والجماعية واللجوء التلقائي للحقن أحادية الاستعمال