نبيل بنعبد الله يدعو الشباب المغربي إلى تشكيل حركة شبابية مواطنة للدفاع عن نزاهة الانتخابات دعا محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الشباب المغربي إلى تشكيل حركة شبابية مواطنة للدفاع عن نزاهة الانتخابات ومحاربة استعمال المال في الاستحقاقات التشريعية المزمع إجراؤها سنة 2012. وأضاف نبيل بن عبد الله الذي كان يتحدث في لقاء مع الشباب المشاركة في فعاليات الجامعة الخريفية لشباب جمعية الشعلة للتربية والثقافة ببوزنيقة، حول موضوع «الشباب والمشاركة السياسية»، أن الشباب باستطاعته التأثير بشكل إيجابي على الانتخابات المقبلة، وعلى القرار السياسي ببلادنا في اتجاه بناء مغرب الحداثة والتقدم والاجتماعي، مؤكدا على أن الشباب يمكن أن يلعب دور جوهري في المعادلة السياسية وفي تنقية العمل السياسي الذي وصفه ب»الموبوء». وذكرالأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن على الدولة العمل على إيجاد الصيغ الممكنة لإذكاء روح المواطنة الحقيقية خاصة لدى الشباب، مشيرا أن ذلك يمر بالضرورة عبر القيام بإصلاحات سياسية جوهرية التي بدونها لا يمكن الحديث عن انخراط الشباب في العمل السياسي، حسب بن عبد الله، الذي أكد كذلك على مسؤولية الدولة في اتخاذ إجراءات سياسية لمنع الترحال السياسي باعتباره يمثل خيانة للناخبين وضربا لمصداقية العمل السياسي. وأوضح نبيل بنعبد الله، الذي كان يتحدث بواقعية إلى شباب يحدوهم أمل التغيير الديمقراطي، أن هناك إرادة لدى بعض الأوساط السياسية لإرجاع البلاد إلى الوراء وإلى ما كان سائدا في الماضي القريب، عن طريق الترهيب والتهديد بالمتابعة القضائية بناء على ملفات مفبركة، وما إلى ذلك من الأساليب التي كانت تستعمل في سنوات ما بات يعرف بسنوات الرصاص، مشيرا إلى ذلك يشكل تهديدا حقيقيا للمغرب، وعلى الشباب أن لا يقف موقف المتفرج وأن يرفض بوضوح كل هذه الممارسات التي ستؤدي بالمغرب إلى الهاوية. ودعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الشباب المغربي إلى الابتعاد عن ما أسماه ب «النظرة التبسيطية للعمل السياسي، وإطلاق الأحكام بشكل معمم ودون تمييز على جميع الأحزاب السياسية» مشيرا إلى أن «فكرة جميع الأحزاب هي متاشبهة» هي فكرة خاطئة ولا فائدة منها، خاصة بالنسبة لفئة الشباب المعروفة بحبها للإطلاع والمعرفة. ولم ينف بن عبد الله تقصير الأحزاب السياسية في التواصل مع الشباب والتجاوب مع انتظارتهم، لكن ذلك في نظره، لا يعفي الشباب من القيام بمجهود شخصي لتشكيل قوة ضاغطة على هذه الأحزاب والتأثير في القرار السياسي، والابتعاد عن الميول في اتجاه اعتبار جميع الأحزاب السياسية متشابهة، وأن العمل السياسي لفائدة ترجى من ورائه. واعتبر المسؤول الأول في حزب التقدم والاشتراكية، أن مثل هذه المواقف، تخدم بشكل مباشرة دعاة جبهة الرافضين للتغيير المستفيدين من الوضع الحالي، وأوضح المتحدث ذاته، أنه في جميع الحالات، كل ما يحدث في المجتمع هو مرتبط بشكل أو بأخر بالقرار السياسي، وهو ما يعني أن هذا القرار له تأثير مباشر على حياة المواطنين بما فيهم الفئات الشابة، سواء تعلق الأمر بالتعليم أو الصحة أو القضايا الأخرى ذات الصلة بالشباب، وسواء كانت هذه القرارات تتخذ على مستوى المجالس الجماعية أو على مستوى البرلمان، وبالتالي يضيف الأمين العام، على الشباب أن يقرر كيفية التعاطي مع هذا الواقع بشكل إيجابي حتى يتسنى له التأثير على هذه القرارات بما ينسجم مع تطلعاته وانتظارا ته. من جانب أخر، انتقد نبيل بنعبد الله، تعاطي المنظمات الشبابية للأحزاب السياسية الديمقراطية مع الشباب المغربي وعدم قدرتها على التكييف مع هذه الشريحة المجتمعة المهمة، مشيرا إلى أن هذه التنظيمات الشبابية أصبحت منظمات ضعيفة نظرا لعدم قدرتها على الانسجام مع الواقع الجديد للشباب المغربي، وأن الكثير منها يشتغل بشكل أكبر على الخلافات داخل الأحزاب السياسية بدل الانصهار وسط الشباب، وجعله ينخرط في الفعل السياسي بشكل إيجابي ومؤثر، كما كان الحال عليه خلال سنوات الستينيات والسبعينيات وإلى حدود بداية الثمانينيات من القرن الماضي عندما كانت أطر واسعة من الشباب تناضل من أجل توسيع الفضاء الديمقراطي، سواء من داخل الأحزاب السياسية أو داخل إطارات جمعوية شبابية قوية، بالرغم من مناخ التضييق على الحريات الذي كان سائدا آنذاك. نشير إلى أن الجامعة الخريفية للشباب التي تنظمها جمعية الشعلة للتربية والثقافة تحت شعار «المغرب الممكن... مغرب الشباب - مغرب الأمل» تواصل أشغالها بالمركز الدولي للشباب بوزنيقة إلى غاية يوم 28 من الشهر الجاري، بمشاركة حوالي 500 شاب وشابة يمثلون فروع الجمعية بمختلف مناطق المغرب المتعدد والمتنوع ثقافيا وجغرافية. وتشكل هذه الجامعة الخريفية للشباب مناسبة للنقاش وتبادل الأفكار حول مجموعة من القضايا الجوهرية التي تهم رهان المغرب الحداثي الديمقراطي، من خلال مجموعة من الوررشات التي ستعكف على دراسة ومناقشة مجموعة من المحاور ذات الصلة بالشباب والحركة الجمعوية، والشباب وسؤال التربية والثقافة، بالإضافة إلى محاور الشباب والمشاركة السياسية، والشباب والتربية على حقوق الإنسان والشباب والإعلام، والشباب والتنمية المستدامة، ويواكب هذه الوراشات مجموعة من اللقاءات المفتوحة مع شخصيات من عالم الفكر والسياسة.