نجح المنتخب الفرنسي، أول أمس الأحد، بملعب لوجنيكي بموسكو، في التتويج بثاني لقب عالمي له، فبالرغم من أنه لم يقدم أداء متميزا في المباراة، لكنه لعب بذكاء كبير ونجح في إيجاد الحلول وتسجيل أربعة أهداف كاملة في مرمى المنتخب الكرواتي. ولعب ديدييه ديشان، كما هو متوقع، بطريقته المعتادة (4-2-3-1) التي أعطت أكلها ومكنته من تحقيق نتائج جيدة منذ انطلاق البطولة، في ظل وجود أربعة مدافعين شباب ومتماسكين، وكانتي وبوغبا في كسر الهجمات واسترجاع الكرة، وغريزمان في مركز صناعة اللعب، وجيرو في قلب الهجوم، لخلق المساحات لزملائه، لاسيما "القطار السريع" مبابي. وبالفعل، أظهر الفرنسيون وجههم الحقيقي، فبفضل سرعة وتوغلات مبابي وغريزمان حصلت فرنسا على ضربة حرة على بعد 25 متر من المرمى الكرواتي، نفذها بنجاح المهاجم أنطوان غريزمان وحولها ماريو ماندزوكيتش للشباك مسجلا الهدف بالخطأ في مرماه. وبتسجيله هدفا في مرماه، أصبح مانزوكيتش أول لاعب في تاريخ كأس العالم يسجل هدفا ضد مرماه في المباراة النهائية للبطولة. وفي الدقيقة 28 من المباراة، سجل إيفان بيريسيتش هدف التعادل للمنتخب الكرواتي أمام فرنسا، بعدما نفذ لوكا مودريتش كرة ثابتة داخل منطقة الجزاء، وتناقلها لاعبو المنتخب الكرواتي، قبل أن تصل لبيريسيتش، الذي سدد كرة قوية في شباك الحارس الفرنسي هوجو لوريس. وتمكنت فرنسا من التقدم في المباراة، عبر ضربة جزاء احتسبها الحكم بعدما لجأ لتقنية حكم الفيديو المساعد (فار)، ونفذها بنجاح المهاجم أنطوان غريزمان. ولم يتأخر الهدف الثالث كثيرا، حيث تمكن متوسط ميدان مانشستر يونايتد بول بوغبا من تسجيل الهدف الثالث لفرنسا من تسديدة رائعة بقدمه اليسرى، لم تترك أي حظ للحارس سوباسيتش، وسط ارتباك دفاعي من كرواتيا في الدقيقة 59. ونجح مبابي، الذي توج أفضل لاعب واعد في البطولة، من تسجيل الهدف الرابع لفرنسا من تسديدة رائعة من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 65 من المباراة. وفي الدقيقة 69 من المباراة، استغل مانزوكيتش، الذي سجل الهدف الأول للمباراة بالخطأ في مرمى فريقه، خطأ فادحا للحارس هوغو لوريس في تشتيت الكرة وسجل الهدف الثاني لفريقه لتصبح النتيجة 4-2 لصالح المنتخب الفرنسي، مما ساهم في إضفاء طابع الإثارة والتشويق على اللقاء. وبالنظر إلى تعودهم على رفع إيقاع اللعب بشكل تدريجي خلال المباريات، فإن طرفي المباراة النهائية خالفا توقعات هذه المباراة، ودخلوا في أجواء اللقاء بشكل مباشر، لكن النتيجة النهائية آلت للمنتخب الفرنسي، الذي أحرز ثاني لقب تاريخي له، معادلا بذلك كلا من أوروغواي والأرجنتين اللذين أحرزا نفس العدد من الألقاب. *** تصريحات: ديديه ديشامب: «لم نقدم مباراة استثنائية في النهائي، لكننا إسحقينا الفوز بكأس العالم فقد قدمنا الكثير من المباريات الرائعة خلال البطولة.. إنه جيل رائع وجميل، لاعبين صغار في السن 22 و23 عاما يحققون كأس العالم، هذا شيء مذهل إنها لحظة عظيمة لهذا الجيل وهذه البلد.. استغلينا أخطاء المنافس فالمباريات النهائية تحسم بالتركيز في كل فرصة حتى تستطيع اقتناصها، أنا سعيد لأجل كل هؤلاء اللاعبين.. فخور لوصولى إلى رقم بيكنباور زاجالو، تحقيق كأس العالم كلاعب ومدرب يعد شيئا خاصا بكل تأكيد». بول بوجبا: «هذا شرف للجميع، إنجاز عظيم، نحن وشعبنا نستحق هذا اللقب، لم يكن ذلك سهلأ أبدا». كليان مبابي: «أنا سعيد كلنا سعداء، نحن ذاهبون للاحتفال والاستمتاع، سنعيش هذه اللحظة حتى النهاية.. هذا مجرد خطوة في مستقبلي أتطلع للأفضل دائما.. ما حققه ديشان هنا يعد عملا عظيما، لقد كان الرجل الأول، أعتقد أنه سيعيش على هذه القصة حتى النهاية». كورنتين توليسو: «لم نكن نتوقع ذلك، نحن 22 و23 عاما فقط المستقبل ما زال أمامنا، ما حققناه يعد إنجازا تاريخيا.. أريد مشاهدة الجميع في باريس غدا أريد الاحتفال مع الشعب الفرنسي». بينيامين بافارد: «لم أكن أتوقع أننا سنفوز ببطولة كأس العالم 2018، سوف أستمتع بهذا الإنجاز مع زملائي وأسرتي». أنطوان جريزمان: «هذا أسعد أيام حياتي، هذا حلم وتحقق، فخور لتحقيق هذا الإنجاز مع منتخب فرنسا.. لا يزال لدي مباراة نهائي كأس السوبر.. آمل أن أتمكن من الفوز بها، لكن هذا هو الأمر.. في اللحظة الحالية أنا أريد أن أستمتع بالفوز بالمونديال مع عائلتي وجميع الفرنسيين. الكرة الذهبية أمرا ليس بيدي».