اختتمت ليلة الأربعاء الماضي بالرباط فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للمعاهد المسرحية الذي نظمته جمعية إيسيل للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، تحت الرعاية الملكية السامية، بشراكة مع وزارة الثقافة والمسرح الوطني محمد الخامس في الفترة ما بين فاتح وسادس دجنبر الجاري. وعرف الحفل الختامي الذي احتضنه فضاء محمد الخامس بالعاصمة الرباط تتويج الفائزين بجوائز الدورة الثالثة. في هذا السياق عادت الجائزة الكبرى للمهرجان للمعهد المكسيكي عن مسرحية "إل كورو". فيما عادت جائزة البحث للمسرحية الألمانية "دروين فور دير تور" عن أكاديمية "بايريسش ثياتر أكاديمي أوغست إفردينغ" من ميونيخ. كما منحت جائزة أفضل دور رجالي ل "فيليب ليمك" عن نفس المسرحية. لجنة التحكيم التي ترأسها الأكاديمي والمسرحي مولاي أحمد بدري اختارت كذلك تتويج المدرسة الوطنية العليا "ليون شيلر" للسينما والتلفزيون والمسرح في لودز (بولونيا) بثلاث جوائز، وهي جائزة أفضل دور نسائي، ومنحت ل "كارولينا بروشنيكا"، وأفضل سينوغرافيا نالتها "أغاتا سكواريسيسكا"، وأفضل إخراج عادت ل "جاكوب كوالسكي". وللمرة الأولى، خصصت إدارة المهرجان جائزة للجمهور، وعادت لفرقة أكاديمية المسرح بروما، صوفيا أميندوليا. كما تم منح جوائز للبلدان التي شاركت لأول مرة في هذه التظاهرة الثقافية، ومنها على الخصوص "الكوت ديفوار" والبنين، فضلا عن تكريم أعضاء لجنة التحكيم والأساتذة والمدربين الذين أطروا الورشات التكوينية لفائدة الشباب والمهرجانيين المشاركين طيلة أيام المهرجان. كما تميز الحفل بتسليم ذرع المهرجان للأستاذ محمد بوبو ومدير مسرح محمد الخامس محمد بنحساين. إلى ذلك عرف الحفل الذي حضرته وجوه من عالم الثقافة والفن والسياسة والإعلام، فضلا عن عدد من ممثلي البعثات الديبلوماسية المعتمدين بالرباط، فقرات موسيقية هادئة بالإضافة إلى عرض فني مواز جسده طلبة السنة الأولى بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط. حيث أشاد عدد من الحاضرين والمشاركين بالأجواء التي مرت فيها الدورة الثالثة للمهرجان منوهين بالتنظيم المحكم للدورة والتنوع الذي اعتمدته إدارة المهرجان من خلال إشراكها مجموعة من المعاهد الممثلة لعدد من الدول الإفريقية والأوروبية والأمريكية. من جهتهم أشاد أعضاء لجنة التحكيم التي ترأسها الدكتور مولاي أحمد بدري بجودة العروض المشاركة هذه السنة والتي قالوا إنها ترقى إلى مستوى الاحترافية في الأداء، مشيرين في كلمة لهم، ألقاها باسمهم رئيس اللجنة، إلى المعايير التي تم اعتمادها في انتقاء العروض والطلبة المسرحيين الفائزين. كما أبرز أعضاء لجنة التحكيم أن المهرجان يتطور دورة بعد دورة بشكل كبير، مشددين على أن المهرجان عرف تطورا سريعا ونجح في استقطاب بلدان تمثل قارات أمريكا وأروبا وإفريقيا، معربين عن ارتياحهم للأجواء التي أقيم فيها المهرجان، وكذا المستوى العالي وروح التنافسية بين هذه المعاهد العالمية التي قالوا إنها تسهم في تبادل الخبرات والتجارب فيما بينها كما تقدم إضافات نوعية بالنسبة للمشاركين. يذكر أن دورة هذه السنة اختارت تكريم المسرحي والمدير السابق للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي أحمد مسعاية الذي عبر عن سعادته إزاء هذا التكريم، مشيرا في تصريح ل "بيان اليوم" أن المهرجان فضاء لتبادل التجارب والخبرات بين المعاهد المشاركة. جدير بالذكر، كذلك، أن الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للمعاهد المسرحية نظمت تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، وذلك بين الفترة الممتدة بين 1 و6 دجنبر الجاري وترأسها رئيس جمعية إيسيل الفنان سعيد آيت باجا. كما تميزت بتنظيم ورشات للتكوين وندوات فكرية وفرجات الشارع ومنتدى لتبادل التجارب والأساليب البيداغوجية المعتمدة في المعاهد المشاركة في المهرجان. **** سعيد آيت باجا مدير المهرجان الدولي للمعاهد المسرحية ل "بيان اليوم": قال سعيد آيت باجا مدير الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للمعاهد المسرحية إن المهرجان هذه السنة عرف مشاركة 11 دولة. مضيفا في تصريح ل "بيان اليوم" أن المهرجان شكل على مدى 7 أيام فرصة من أجل تلاقي شباب العالم. وأكد آيت باجا أن هذا المهرجان يطمح لأن يشكل بالنسبة للمسرح المغربي مشتلا للتنافس، "خصوصا وأنه يشكل فرصة من أجل تقييم مستوى المغرب ومعرفة أين وصل مستوى المسرح في العالم"، وفق تعبير ذات المتحدث. وأوضح مدير المهرجان أن هذا الحدث الفني الذي أصبح تقليدا سنويا يشكل فرصة من أجل طرح انشغالات الشباب العاشق للمسرح والشباب الذي يتنفس المسرح. قائلا في هذا السياق "أعتقد أن هذه الدورة كانت ناجحة بامتياز، كانت قوية بعروضها، قوية بندواتها وبالأكاديميين الذين شاركوا فيها وأطروا مجموعة من الطلبة المشاركين من مختلف الدول". وتابع المتحدث "بالنسبة للانفتاح على إفريقيا كان قد انطلق السنة الماضية، وتعزز هذه السنة، بحيث كبرت الفكرة بشكل جميل ورائع، وأظن أنه ابتداء من السنة القادمة ستكون الرباط عاصمة وملتقى للمسرح الإفريقي والمسرح الأوروبي ولما لا المسرح العالمي". كما أبرز آيت باجا في تصريحه أن المهرجان الدولي للمعاهد المسرحية أضحى يشكل مناسبة سنوية تحج إليها عشرات الفرق المسرحية الممثلة لدول القارات الأوروبية والأمريكية والإفريقية، مؤكدا على أن إدارة المهرجان والقائمين عليه من جمعية إيسيل للفن المسرحي والتنشيط الثقافي وشركائها سواء إدارة مسرح محمد الخامس أو وزارة الثقافة والاتصال عازمون على تطوير هذا المهرجان من أجل إشعاعه على الصعيد الوطني والدولي.