تشهد بلادنا منذ أيام موجة برد قارس من المنتظر أن تستمر إلى يوم غد الخميس، حسب توقعات مديرية الأرصاد الجوية التي أفادت أن درجات الحرارة الدنيا يمكن أن تصل إلى 7 درجات تحت الصفر (7-) في بعض المناطق. وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الداخلية عن اتخاذ مجموعة من الإجراءات التي تتوخى التخفيف من معاناة الساكنة، خاصة في المناطق الجبلية، جراء التقلبات الجوية والانخفاض الشديد لدرجة الحرارة. وأوضحت وزارة الداخلية، في بلاغ توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن هذه التدابير الاستباقية شملت إصدار تعليمات للولاة والعمال بالمناطق المعنية من أجل تفعيل مراكز القيادة الإقليمية لمتابعة الأوضاع عن قرب، وذلك بتعاون وثيق مع المصالح المختصة بوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء ووزارة الصحة والدرك الملكي والوقاية المدنية والمنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني، مع اتخاذ التدابير الكفيلة بضمان حماية السكان وسلامة ممتلكاتهم. كما تم حث السلطات المحلية على إيلاء الاهتمام اللازم للفئات الهشة، خصوصا الأشخاص بدون مأوى، واتخاذ جميع التدابير الضرورية، وفق منهجية تشاركية مع كل المتدخلين، لمساعدة هذه الفئات وتوفير الإيواء والتغذية والتطبيب لها. وتم، على مستوى وزارة الداخلية، تفعيل مركز قيادة للمتابعة، مشترك بين الوزارات، يضم ممثلي مختلف المصالح المعنية، قصد السهر على تتبع تنفيذ المخططات العملية التي أعدتها الأقاليم المعنية، وتنسيق عمليات التدخل على الصعيد الوطني. كما يبقى مركز القيادة المركزي ومراكز القيادة الإقليمية، حسب نفس المصدر، معبأة من أجل متابعة الأوضاع باستمرار واتخاذ التدابير الضرورية لدعم وتقديم المساعدة للساكنة، يضيف البلاغ. ويأتي بلاغ وزارة الداخلية، ليحث السلطات المعنية، على تحمل مسؤولياتها في الحد من معاناة الساكنة مع آثار التقلبات الجوية، من موجات برد قارس وأمطار موسمية، خاصة في بعض المناطق التي تعيش في مثل هذه الظروف الجوية القاسية عزلة كبيرة تزيد من حدة الهشاشة التي تعرفها الساكنة على مدار السنة. ويتعلق الأمر على الخصوص بالمناطق الجبلية التي يواجه سكانها في فصل الشتاء العديد من المشاكل من قبيل انقطاع الطرق وتخلف الأطفال عن الدراسة وصعوبة المواصلات وغياب وسائل التدفئة وإمكانيات الولوج إلى العلاج والتطبيب، مما يؤدي كل سنة إلى عدد من الوفيات في صفوف الفئات الهشة من أطفال ونساء وشيوخ. وللتذكير فقد كشفت أولى تباشير المطر التي شهدتها بلادنا الأسبوع الماضي، بعد طول انتظار، ومجددا، عن مشاكل حقيقية في البنيات التحتية، حتى في كبريات المدن، حيث تم تسجيل العديد من الخسائر المادية بسبب غرق عدد من المناطق في مياه الأمطار. كما يأتي بلاغ وزارة الداخلية على إثر النشرة الإنذارية التي أصدرتها مديرية الأرصاد الجوية الوطنية يوم الخميس الماضي، حيث توقعت أن تستمر موجة البرد الحالية إلى غاية يوم غد الخميس، مشيرة أن درجات الحرارة في مناطق المرتفعات بكل من الحسيمة، تنغير، أزيلال، بني ملال، خنيفرة، إفران، ميدلت، بولمان، تاوريرت، فكيك، جرادة، شفشاون ، صفرو وتازة، ستتراوح فيها درجات الحرارة خلال هذه الأيام بين خمس درجات تحت الصفر و0 درجة (درجات الحرارة الدنيا)، و7 إلى 12 درجة (درجات الحرارة العليا). فيما بلغت 0 إلى 4 درجة و10 إلى 15 بكل من وجدة، فاس، مكناس، الحاجب، جرسيف، مولاي يعقوب، الخميسات، خريبكة، الرشيدية، ورزازات، تارودانت (المرتفعات)، قلعة السراغنة وتاونات، إلى غاية أمس الثلاثاء 5 دجنبر. كما توقعت المديرية في نشرتها أن تعرف درجات الحرارة المزيد من الانخفاض إلى غاية غد الخميس 7 دجنبر. وبخصوص توقعات الأيام المقبلة، أفاد الحسين يوعابد، رئيس مصلحة التواصل بمديرية الأرصاد الجوية، في اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم أمس، أن درجات الحرارة الدنيا قد تصل، يومه الأربعاء، إلى ناقص07 وناقص 01 درجة بالمرتفعات والهضاب العليا، وما بين صفر درجة و04 درجات بشمال المنطقة الشرقية وهضاب الفوسفاط ووالماس والجنوب الشرقي والسايس وداخل الغرب والشاوية، وما بين 04 و08 درجات بالسهول الأطلسية الشمالية والوسطى، وما بين 10 و15 درجة بالسواحل والأقاليم الجنوبية، وما بين 15 و20 درجة بأقصى جنوب المملكة. وأشار يوعابد أن سبب موجة البرد هذه يرجع إلى نزول كتل هوائية باردة قادمة من أوربا لتهم الشمال الشرقي لبلادنا وعددا من المناطق وسط البلاد كذلك، بحيث تشتد على إثرها حدة البرد خاصة في مرتفعات الريف والأطلس الكبير والمتوسط، مضيفا أن غياب السحب والأمطار يساهم بدوره في هذه الوضعية. لكنه أشار إلى أن درجات الحرارة ستعود إلى الاستقرار تدريجيا يوم الجمعة المقبل مع هبوب رياح غربية وظهور بعض السحب المحملة بأمطار قليلة ليلة الجمعة ويوم السبت المقبلين. ووجه المسؤول بالأرصاد الجوية نصائح للساكنة بتوخي الاحتياطات الضرورية والمعتادة خلال هذه الفترة من فصل الشتاء، خاصة بالنسبة للفئات المعرضة بحدة أكبر للخطر مثل الأطفال والأشخاص المسنين والمرضى، وذلك من خلال ارتداء الملابس القطنية الدافئة وتفادي التعرض للتقلبات الحادة في درجات الحرارة.