خرج فريق الوداد البيضاوي، أول أمس الأحد، منهزما في لقائه القوي ضد نادي ماميلودي صانداوز الجنوب إفريقي برسم ذهاب ربع نهاية عصية الأبطال الإفريقية؛ فهدف واحد لصفر تبدو حصة صغيرة، لكن تأثيرها سيكون كبيرا خلال مباراة العودة التي تأكد إجراؤها بمركب الرباط مساء يوم السبت القادم ابتداء من الساعة التاسعة مساء. وتتجلى صعوبة مباراة العودة في كون بطل النسخة الماضية يعرف كيف يخوض مبارياته خارج الميدان، كما أن الصحف المحلية غير متخوفة من مباراة الإياب، معللة ذلك بتفوق فريقها الدائم على فرق شمال إفريقيا، خاصة وأنه استطاع السنة الماضية هزم الزمالك المصري بالإسكندرية بثلاث إصابات لصفر. خلال الشوط الأول من المباراة أمام صانداوز التي حضرها جمهور قدر بحوالي 25 ألف متفرج ولج الملعب بالمجان في محاولة من إدارة الفريق المحلي تشكيل ضغط كبير على بطل المغرب، تفوق المدرب الحسين عموتة في توظيف جيد للتشكيلة التي يتوفر عليها وتمكن من إغلاق كل الممرات وتعطيل فعاليات الفريق الخصم، حيث طبق خطة 4-3-3 وهو ما حرم أشبال المدرب موسيلاني من فرض أسلوب لاعبيه والاكتفاء باحتكار الكرة بمعتركه. وقد برز وسط هذا التشكيل ثلاثي خط الوسط بقيادة العميد إبراهيم النقاش الذي يعد بحق أبرز لاعب داخل تشكيلة الفريق وتمكن من صد معظم العمليات الهجومية انطلاقا من وسط الميدان، كما خفف إلى جانب صلاح الدين السعيدي وجمال أيت بن يدر، الضغط على عمق دفاع الوداد الذي يعد الحلقة الأضعف بالفريق ككل. نجاح الوداد في غلق كل الممرات خلال الجولة الأولى تلاشى بسرعة بمجرد إعلان الحكم الأثيوبي عن انطلاقة الجولة الثانية، إذ سرعان ما تبين تفوق صانداوز بتشكيل ضغط قوي على دفاع الوداد المهلل أصلا خاصة وسطه المكون من يوسف رابح وأمين العطوشي، هذا الأخير يتحمل مسؤولية تسجيل الهدف الوحيد في المباراة في الدقيقة 70 عن طريق اللاعب الإيفواري كراهير زاكري. تسجيل الهدف الوحيد بعد تهاون غير مقبول من طرف مدافعي الوداد، خلف ارتباكا واضحا داخل تشكيلة الفريق المغربي، وفي الوقت الذي حاول عموتة تدارك الأمر، افتقد بطل المغرب للآليات المناسبة وظل الأداء على ما كان عليه، حيث طغت السلبية وعدم الفعالية على مستوى الخط الأمامي المكون من الإيفواري نيكيز داهو والجناحين محمد أوناجم وإسماعيل الحداد اللذين يتوفران على إمكانيات مهمة، لكنهما خيبا الظنون وظهرا بأداء ضعيف في أغلب فترات المباراة، أما داهو فقد ناور من كل الجهات وبذل مجهودا بدنيا كبيرا، إلا أن غياب المساندة ضيع عليه إمكانية تتويج مجهوده بعطاء أفضل. ولم يشتك اللاعبون من أرضية الملعب التي كانت نسبيا مقبولة، أضف إلى ذلك اعتدال الجو الذي لعب لصالحهم، كما أن اعتماد الفريق الخصم على التقنيات الفردية بعيدا عن أي اندفاع بدني أو خشونة متعمدة، جعل الفريق المغربي يلعب وكأنه في المغرب، لكن لاعبيه لم يستفيدوا من هذه العوامل الإيجابية، وظهر أداؤهم ضعيفا خاصة في الجولة الثانية التي سيطر فيها الفريق المحلي سيطرة شبه مطلقة. وفي تصريحات المدرب الحسين عموتة، والتي جاءت ضمن حوار خص به "بيان اليوم" مباشرة بعد نهاية المباراة (أنظر الصفحة 14)، قال عموتة إن فريقه عانى من عدة أشياء سلبية أثرت على عطاءه، أبرزها في نظره مغادرة ثلاثة لاعبين أساسيين للفريق وهم الليبيري ويليام جيبور والسنغالي مرتضى فال والكونغولي فابريس فابريس. وأضاف عموتة أن فريقه لم يستعد في ظروف جيدة، وكان من المفروض في نظره التحضير بمدينة إفران حتى يتأقلم مع الارتفاع الذي توجد عليه مدينة بريتوريا، مشيرا إلى أن الخصم الذي واجهه احتفظ بكامل العناصر التي تمكن بواسطتها من الفوز بلقب السنة الماضية. هذه التصريحات المثيرة والتي تنضاف إلى تصريحاته عقب الهزيمة القاسية أمام فريق الفتح الرباطي بالدار البيضاء في أول جولة من البطولة الاحترافية، حيث حمل فيها المسؤولية مباشرة للاعبين والمكتب المسير، من المنتظر أن تجلب عليه مشاكل لا حصر لها من طرف مسؤولي الوداد في وقت يحتاج الفريق إلى الهدوء وتفادي التفاعلات السلبية وطغيان ردود الفعل الغاضبة لا من طرف المكتب المسير أو المدرب المطالب بمصارحة مسؤولي الفريق بكل المتطلبات مباشرة وعدم انتظار حدوث نتيجة سلبية لتحميل المسؤولية للطرف الآخر عن طريق وسائل الإعلام والأكثر من ذلك التنصل من أي دور له فيما يحدث من هزائم للفريق البطل. انهزم الوداد إذن في مباراة الذهاب وتنتظره مهمة صعبة في لقاء العودة، إلا أن لا شيء مستحيل أمام الوداد الذي عودنا على تجاوز الظروف الصعبة وتحقيق نتائج قوية تبقي على حظوظه كاملة في المنافسة على لقب هذه السنة الذي ينتظره الوداديون منذ عشرات السنين.