مواجهة قوية وفارق الخبرة قد يحسم في النتيجة يخوض المنتخب المغربي المحلي لكرة القدم يوم غد الأحد بملعب سوسة، لقاء الذهاب ضد المنتخب التونسي، برسم التصفيات الخاصة بكأس إفريقيا للمحليين، والتي ستجرى أطوارها النهائية بالسودان سنة 2011. وقد حل الفريق المغربي بمطار قرطاج مساء يوم الخميس قادما من مدينة الدارالبيضاء، لينتقل مباشرة إلى سوسة، المدينة الهادئة التي تبعد عن العاصمة بحوالي 160 كلم، حيث يقيم بفندق سوسة المطل على البحر الأبيض المتوسط. ومن المقرر، أن تخوض العناصر الوطنية حصتين تدريبيتين، الأولي صباح يوم أمس الجمعة بإحدى الملاعب المجاورة للفندق، والثانية بالملعب الذي سيحتضن اللقاء المرتقب ابتداء من الساعة الخامسة مساء، بنفس توقيت المباراة. وحسب المعلومات المتوفرة، فإن العناصر الوطنية تتمتع بمعنويات مرتفعة، إذ تمكنت بسرعة من نسيان أجواء الدوري المحلي، كما تم تجاوز مخلفات الصراع الضاري الذي طبع المنافسة حول لقب هذا الموسم خاصة بين الغريمين التقليديين الوداد والرجاء، والتركيز أكثر على هذه المباراة الحاسمة والمصيرية في مسار هذا المنتخب الذي تكون حديثا، سواء من حيث اللاعبين أو الطاقم التقني، والذي يضم بين صفوفه أبرز العناصر التي فرضت ذاتها خلال بطولة، باستثناء محمد برابح لاعب الوداد البيضاوي الذي أصيب خلال لقاء فريقه ضد الكوكب المراكشي. وتسود الوفد المغربي الذي يترأسه السيد أحمد غيبي عضو المكتب الجامعي، ثقة كبيرة وتفاؤل بإمكانية تحقيق نتيجة ايجابية، بالرغم من القوة التي يتمتع بها المنتخب التونسي والذي يتكون في غالبيته من عناصر المنتخب الأول الذي خاض نهائي إفريقيا للأمم بأنغولا، والذي كان قاب قوسين من التأهل لنهائي كأس العالم بجنوب إفريقيا، ويضم في تشكيلته عناصر متميزة في مقدمتها أسامة الدراجي، لاعب الترجي التونسي. والإيجابي أن الطاقم التقني للفريق المغربي، استطاع في ظرف قياسي تشكيل فريق منسجم، يضم خبرة العناصر التي تتمتع بتجربة كبيرة كالمياغري، أمين الرباطي، أحمد اجدو، عادل الكروشي، عصام الراقي ...، وحماس اللاعبين الجدد، كالنجدي، الصالحي، شاكو، الهلالي، أولحاج، بالإضافة إلى لاعبين آخرين برزوا بقوة منذ بداية الموسم. وبالرغم من أن هذا الطاقم لم يتمكن كما طالب بذلك أكثر من مرة ، من إجراء مباراة ودية دولية، واكتفى بمجموعة من المباريات الإعدادية ضد أندية مغربية، فان الخبرة الميدانية للثنائي (الحداوي - سهيل) تفوق في خلق الانسجام المطلوب، والوصول إلى جعل الفريق جاهزا للمباراة بدنيا، وتقنيا، وذهنيا. واهتمت الصحف التونسية هذا الأسبوع بمباراة المغرب تونس المؤهلة إلى دورة السودان، حيث قالت صحيفة "LE RENOUVEAU" الناطقة بالفرنسية أن المنتخب المغربي المحلي، يعتمد في تشكيلته على فريقي الرجاء والوداد، وأضافت الصحيفة في صفحتها الرياضية ليوم الأربعاء، أن وسط الوداد وهجوم الرجاء من أهم نقاط قوة المنتخب المغربي، وعنونت الصحيفة مقالها بالديربي المغاربي فرصة لقياس مستوى المنتخبين. أما صحيفة "le temps" فقالت أن المسؤولية صعبة على المنتخب التونسي. وجمعت تصريحات عدد من الرياضيين التونسيين والتي كانت كلها تصب في اتجاه واحد، ثقل المسؤولية وصعوبة المباراة، وقالت جريدة "الصحافة" الناطقة بالعربية أن المنتخب التونسي كثف من تربصاته الإعدادية تحضيرا للقاء، وتطرقت إلى التشكيلة المحتملة وإلى سيناريوهات المباراة المتوقعة. وتكمن أهمية هذا اللقاء بالنسبة للجانب المغربي ليس فقط لكونه يقود إلى كأس الأمم الخاصة بالمحليين، والتي غاب المغرب عن دورتها الأخيرة التي احتضنتها الكوت ديفوار، غياب جاء بعد إقصاء قاس أمام منتخب ليبيا، لكن كذلك لأنه يعد أول لقاء رسمي في عهد الإدارة التقنية الوطنية بهيكلتها الجديدة، وبالتالي فإن تحقيق نتيجة ايجابية أمام منتخب قوي كالمنتخب التونسي، يعد ضرورة ملحة قصد خلق أجواء ايجابية داخل الأوساط الرياضية عامة والكروية خاصة، بالرغم من أن الظروف التي أحاطت باستعدادات هذا المنتخب لم تكن مشجعة، حيث عرفت نوعا من التأخير، زاد من صعوبة المهمة أمام الطاقم التقني، ومع ذلك فإن جل اللاعبين عازمون على تحقيق نتيجة ايجابية في هذه المناسبة القارية التي تشكل فرصة كبيرة وبوابة رئيسية للانتقال للفريق الأول، ومن تم العبور نحو عالم الاحتراف الحقيقي...