برعاية الملك محمد السادس، تتواصل فعاليات الدورة ال42 لموسم أصيلة الثقافي الذي تنظمه مؤسسة "منتدى أصيلة" بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة) والمجلس البلدي لمدينة أصيلة، الذي انطلقت منذ 29 أكتوبر 2021، إلى غاية 18 نونبر المقبل. وفي هذا الصدد، أكد محمد بنعيسى الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، اليوم الاثنين، في كلمته الافتتاحية للندوة الثالثة تحت عنوان " العرب والتحولات الإقليمية والدولية الجديدة : العروبة إلى أين ؟ " أنها جرد لمحاولات التحديث التي ظهرت في العالم العربي منذ نهاية القرن 19، والتي اقترنت وامتزجت بالعروبة، حيث تبلورت في ثلاث صياغات متمايزة. صيغة حضارية تمثلت في جهود الأدباء، والمفكرين الذين آمنوا بإمكانية بعث الأمة العربية، مقتدين بالنهضة الأوروبية، وعبر تمثل واستيعاب قيم التنوير والإصلاح الديني، واستنباتها في الوطن العربي. وأضاف بن عيسى، أن الصيغة الثانية اهتمت بالجانب الإيديولوجي، وتمثلت في الإنسياقات السياسية الحزبية، والتنظيمات الحركية التي تبثت مسألة الوحدة العربية، انطلاقا مما اعتبره دعاة الوحدة العربية المقومات المشتركة التي يتم بها تشييد الدولة القومية المكرسة لهوية الأمة. أما الصيغة الثالثة، حسب الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، هي ذات بعد إستراتيجي، ممثلة في النظام الإقليمي الاندماجي الذي تبنته جامعة الدول العربية وأجهزتها المتخصصة في العمل العربي المشترك. واعتبر ذات المتحدث، أنه "لا مفر من الإقرار بأن التحولات الإقليمية والدولية التي نعيش تداعياتها حتى اللحظة، أثرت سلبا على فكرة العروبة وما نجم عنها من ترتيبات وأبنية سياسية، مبرزا أن التأثير تجلى في الشرخ الذي أصاب كيان الدولة الوطنية في عدد من الأقطار العربية، بتداعياته الكارثية في بعض التجارب المريرة. واعتبر ذات المتحدث، أن الوضع العربي الجديد، شجع القوى الدولية والإقليمية غير العربية على التدخل والتأثير في مسار القرار داخل الساحة العربية المضطربة، كل ذلك أجج بصورة أو بأخرى انفجار النزعات الإثنية والطائفية، بما فيها الدول التي كانت مهد انبثاق فكرة العروبة والقومية العربية. وعبر بنعيسى، عن أمله في أن تحاول هذه الندوة استشراف تصور جديد للعمل العربي المشترك، وربما طرح بديل آخر لمؤسسات عربية تتفاعل مع الواقع العربي الجديد، وتأخذ بعين الاعتبار كذلك التغيرات والمستجدات التي تعرفها المنطقة والمناطق المجاورة لها.