تتسابق الحكومات على اقتناء الأجهزة الرقمية والحواسيب لتلاميذ المدارس، رغبة في الدفع بهم نحو تحصيل ذو جودة عالية. المفاجأة أن آخر تقرير لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية يشير إلى أن هذه الأجهزة غالباً ما تعوق العملية التعليمية. وبينت الدراسة التي نشرتها منظمة التعاون في مطلع هذا الأسبوع أن أجهزة الكمبيوتر المتاحة في فصول المدارس لا تحسن بالضرورة الأداء الدراسي للطلبة، وأنها على العكس تؤدي في بعض الأحيان إلى إعاقة العملية التعليمية، إذا لم يتم تكوين التلميذ (في الرقميات) بالطريقة الصحيحة. ورصد تقرير المنظمة تأثير التكنولوجيا التي تُسْتخدم في المدارس في شتى أنحاء العالم، و توصلت المنظمة إلى أنه رغم أن الكمبيوتر يستخدم من قِبل قرابة 75 بالمائة من التلاميذ في الدول التي شملها الاستطلاع، لم تسَجل أي نتائج إيجابية تستحق الذكر. ولوحظ أن الطلاب في الدول الغربية يمضون وقتاً كبيراً أمام شاشات الكمبيوتر أثناء فترة تواجدهم في مدارسهم، ففي استراليا يُمضي الطالب 58 دقيقة، وفي اليونان 42 دقيقة، وفي السويد 39 دقيقة، بينما بدا الكمبيوتر غائباً في كثير من البلدان الآسيوية، ورغم ذلك، كانت كثير من مدارس آسيا تحقق مستويات أعلى في العملية التعليمية. ويوضح “أندريه تشليشير” مدير التعليم في “منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ” الأمر قائلاً: “الطلاب الذين يستخدمون أجهزة الكمبيوتر في معظم الأحيان من أجل أغراض دراسية يحصلون على النتائج الأسوأ في مُعظم مراحل العملية التعليمية – حتى بعد أخذ خلفية الطالب الديموغرافية والاجتماعية بعين الاعتبار”، لذلك فهو لا يرى نتيجة إيجابية لاستخدام التكنولوجيا في الفصول. وقامت الدراسة بقياس تأثير التكنولوجيا التي تُستخدم في المدرسة على نتائج اختبارات دولية بما في ذلك تلك الاختبارات المُخصصة لتحديد المهارات الرقمية. وقد تبين من خلال ذلك أن أنظمة التعليم التي استثمرت أكثر في ميدان تكنولوجيا المعلومات والاتصالات “لم تُسجل تحسناً ملحوظاً” في القراءة، والرياضيات، والعلوم. وعلى ضوء ذلك شجعت “منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ” المدارس والمعلمين على العمل معاً للاستفادة من أفضل ما توفره القدرات التكنولوجية بهدف جعلها أداة أكثر فعالية في عملية التعليم.