عديدة هي الشخصيات التي بصمت على مسار متميز في حياتها المهنية والخاصة، ونجحت في تقديم أعمال رائدة أو تحقيق إنجازات مهمة، نقلتها إلى عالم الشهرة وأدخلتها في قلوب الناس جيلا بعد جيل. عبر هذه السلسلة الرمضانية، “شخصيات صنعت التاريخ” يغوص “برلمان.كوم” بقرائه في عوالم شخصيات دونت اسمها في قائمة أفضل شخصيات العالم، وسنتوقف في حلقة اليوم عند شخصية “والت ديزني” الرسام الذي تعرض للطرد من جريدة بسبب ضعف مخيلته، وأعلن إفلاس شركاته أكثر من مرة قبل أن يحقق الشهرة ويصبح صاحب أكبر شركة لإنتاج الرسوم والأفلام المتحركة بالعالم. تعتبر مدينة “والت ديزني” بولاية كاليفورنيا الأمريكية من أشهر الأماكن في العالم، وسميت على اسم مؤسسها المخرج والكاتب الأمريكي والت ديزني مخترع المنتزه الشهير “ديزني لاند” التي زارها عدد كبير من الناس حول العالم، وشاهدت أجيال كثيرة أفلامه ورسومه المتحركة، هي قصة نجاح المخرج الأمريكي وحكاية بدأت بالإفلاس انتهت إلى العالمية بسبب مخيلته العجيبة التي اخترعت عالم ديزني وألهمت أجيالا كثيرة. نبذة عن والت ديزني رأى والت ديزني النور عام 1901 بولاية شيكاغو الأمريكية، بعد تخرجه من شعبة الرسم في الثانوي التحق ديزني بإحدى المؤسسات الصحفية وعمل بها رساما للإعلانات لكن سرعان ما تم طرده بسبب ضعف مخيلته الإبداعية، وأثناء الحرب العالمية الأولى التحق بفريق الصليب الأحمر من أجل مساعدتهم بالخدمة في الحرب، وكان سائقًا لسيارات الإسعاف في ذلك الوقت. ديزني وبداية الحلم كان ديزني منذ طفولته يحب الرسم ومع مرور الوقت أصبح رساما، وكان حلمه أن يكون رسامًا بإحدى الصحف، وبالرغم من أنه كان موهوبا جدًا في رسم الكاريكاتيرات لم يقبله أحد في الصحف المحلية المتواجدة بولاية شيكاغو، حينها قرر والت ديزني وأخوه الرحيل إلى مدينة كنساس، وقد عمل ديزني وقتها في إحدى دور النشر حيث تخصص في مجال الرسوم التوضيحية للإعلانات، ومع مرور الوقت، وجد والت ديزني إعلانًا لشركة يقوم نشاطها على دعاية الأفلام، وكان المطلوب من خلال الإعلان البحث عن رسام كرتون، ومن أجل تحقيق حلمه أن يكون رسامًا كرتونيًا، التحق ديزني بوظيفته الجديدة في شركة كنساس سيتي فيلم آد، حيث أثبت جدارته في هذا العمل، وصار من أهم الرسامين بين طاقم العمل كله، وبعد أن اكتسب خبرة كبيرة، قام ديزني بإنشاء شركة للإنتاج خاصة به حيث لم يجد المال الكافي ليقوم بإنتاج فيلم كرتوني، فقام ببيع حصة من شركته إلى مجموعة من الأشخاص. وحصل على مبلغ جيد، وأنتج بها أول فيلمي كرتون من قصص الخيال وبالرغم من ذلك، لم يحصل ديزني على عوائد مادية من الفيلمين. وبعد ذلك أشهر إفلاسه. لم ييأس ديزني من أجل تحقيق حلمه فقام بالعمل في إحدى الصحف كمصور فوتوغرافي، وساعده في ذلك أصدقاؤه وبعض معارفه في جمع الأموال. بعد ذلك أنشأ ديزني شركة اسمها ديزني برودكشنز وذلك بالتعاون مع شقيقه، انطلقت الشركة وأصبحت معروفة عالميًا، وذلك بعد إنتاجها لفيلم الكرتون “سنو وايت والأقزام السبعة”، والذي حقق أرباحا طائلة، بعدها قام بإنتاج عدة أفلام من بينها “بينوكيو”، و”فانتازيا”، ولكن هذه الأفلام لم تنجح في ذلك الوقت مثلما نجح فيلم “سنو وايت والأقزام السبعة”، فقام ديزني ببيع أسهم كثيرة من شركته، من أجل تعويض تلك الخسائر، واستطاع من خلال المبلغ الذي حصل عليه أن ينقذ شركته. ابتكار شخصية ميكي ماوس في طريق عودته إلى هوليوود على متن القطار، أدرك ديزني أن عليه ابتكار شخصية جديدة، فقام يرسم بطريقة عابثة بعض الدوائر البسيطة، وقبل أن يصل القطار إلى مدينة لوس أنجليس، كانت شخصية الفأر “مورتيمر” قد أبصرت النور، وعندما عرض ديزني ابتكاره الجديد على زوجته ليليان، اقترحت عليه تغيير اسم “مورتيمر” واستبداله بإسم “ميكي Mickey”، والذي كان بمثابة قصة نجاح طويلة. ومع ظهور الأفلام الناطقة، بدأت قاعات السينما تركّب معدات صوتية، وقرر ديزني استثمار كل ما لديه في الظهور الثالث للفأر “ميكي” في فيلم قصير من الرسوم المتحركة يدعى (الباخرة البخارية ويلي -Steamboat Willy )، وكان فيلم الرسوم المتحركة الأول الذي يستعمل الصوت. افتتح “والت” مدينة ألعاب ديزني لاند التي كلفته 17 مليون دولار لأول مرة في 17 يوليوز 1955 في أنهايم بولاية كاليفورنيا وكان الممثل رونالد ريغان الذي ترأس الولاياتالمتحدة بعد ذلك مشرفًا على نشاطات المدينة، كان يوم الافتتاح صاخبًا وأصبحت المدينة بعد ذلك مكانًا معروفًا للأطفال والعائلات لمقابلة شخصيات ديزني. وفاة والت ديزني تُوفي ديزني بكاليفورنيا في 15 دجنبر 1966 بسبب سرطان الرئة، مخلفاً وراءه إرثاً كبيراً اشتمل على عدد كبير من الرسوم المتحركة القصيرة والأفلام الروائية التي أنتجت طيلة حياته، إضافة إلى استديوهات والت ديزني للرسوم المتحركة ومعهد كاليفورنيا للفنون.