«إريك كولد بورغ» المخرج الأمريكي والمنتج و الكاتب للأفلام الكرتونية «لديزني لاند» المعروف باسم «كلود راينز»، كولدبرغ يعتبر رجلا مبدعا وفنانا معروفا على الصعيد العالمي، وهو من عمالقة ديزني لاند وسينما التحريك بأمريكا، والعالم، حيث عمل على إخراج عدة أفلام كرتونية كالفأر الأسود «ميكي ماوس» المترسخ في ذاكرة الكبار والصغار، و عمل على إخراج «مارفين والمريخ» ، «تويتي» ، «سبيدي غونزالس»، متجها بعد ذلك لشيء من الإثارة بعد إخراجه لفيلم «اللبوة الوردية» و«هرقل الرجل القوي» و«بوكاهونتس» المرأة الأمريكية هندية الأصل حمراء، ابنة لزعيم قبيلة من الأمريكان القدماء..، كولد بورغ هذه الشخصية المرموقة ذات اللمسات الفنية التشكيلية في عالم الرسوم المتحركة استضاف «الاتحاد الاشتراكي» برياض ينزل فيه رفقة زوجته بالمدينة القديمة لمكناس بمناسبة حضوره بمهرجان «سينما التحريك: بمكناس وأجرت معه حوار التالي: بداية السيد كولد بورغ كيف تجد إقامتك بمدينة مكناس و حضورك بالمهرجان ؟ هذه هي المرة الأولى التي أقوم بها بزيارة المغرب، لكنني أحببت مدينة مكناس و مهرجانها ل«سينما التحريك» الذي بفضله أنا متواجد بالمغرب، وأنا أقدر استدعائي بجانب فنانين عالميين.. هذا تكريم أعتز به كثيرا، خصوصا وأنني وجدت جمهورا من الأطفال الصغار المتعطشين للرسوم المتحركة . كيف كانت بداية «ميكي ماوس» (الفأر الأسود) الذي أصبح يبلغ من العمر 85 سنة ؟ نعم، مر الوقت مسرعا ليصبح عمر شخصية «ميكي ماوس» الشهيرة 85 عاماً، وهو الفأر الأكثر شهرة في العالم وعبر التاريخ، لكن في اعتقادي يبقى الفأر المجنون طفلا، غير أنه سرعان ما يتبلور ويتحول مع التقنيات السينمائية والتلفزيونية التي أصبحت اليوم . أما عن تاريخ بدايات (الفأر الأسود) فقد تم بث أول شريط عنه في 18 نوفمبر 1928، وهو فيلم الكارتون الشهير «الباخرة البخارية ويلي» الذي كان «البحار» ميكي ماوس بطله. وكان هذا الفيلم بالأبيض والأسود. وكانت شخصية ميكي ماوس قد ظهرت إلى العلن قبل ذلك التاريخ، حيث شارك ميكي في الفيلم الصامت «الطائرة المجنونة» في 15 مايو 1928، إلا أن «الباخرة ويلي» أول فيلم كرتوني ناطق. و يبقى أشهر فيلم لميكي ماوس هو «فانتازيا» في 1940، حيث اقتبس الفأر شخصية ساحر متدرب. وفي عيده ال50 أصبح ميكي ماوس أول شخصية كرتونية تحظى بالنجومية في هوليوود. وانتشر ميكي انتشارا كبيرا غير مسبوق، حيث تم إصدار بعض الطوابع تحمل صورته، وتم تصنيع ساعات و مذكرات تحمل شخصيه ميكى ماوس، ولاقت نجاحاً كبيراً، بل و قد تم تصنيع بعض المجوهرات على شكل ميكى ماوس، وبالطبع ملابس وألعاب وهناك ألعاب فيديو لميكي. لكن في السنوات الأخيرة خسر الفأر من شعبيته عند الأطفال مقابل شخصيات كرتونية جديدة، إلا أن يبقى دائما تتجديد لجذب الصغار فيما لا يزال الفأر يحظى بالمرتبة الأولى في قلوب الكبار. كيف كان شعورك بعد عرض فيلم «بوكاهونتس» بالساحة الكبيرة لمكناس؟ عندما رأيت فيلم «بوكاهونتس « بساحة المدينة القديمة بمكناس لم أتوقع الحماس الكبير الذي كان يملكه الجمهور لدرجة أنني لم أشاهد فيلم «بوكاهونتاس» من كل الزوايا في بلدي إلا بعدما شاهدته مع الجمهور المغربي و كان الأطفال يتابعونه بشغف و حب لم أرهما من قبل، و كان الأمر مؤثرا جدا بالنسبة لي، و عند نهاية الشريط كانت الفرحة ظاهرة على وجوه كل الأطفال، حيث أنهم استجابوا كثيرا للفيلم، و هو أمر لم يعرف بهذا الكم الهائل من كل أفلامي السينمائية، وأنا أجد الشيء رائعا لتنظيم المهرجان «الفيكام» لمثل هذه العروض للأطفال الصغار الذي من الممكن أنهم لم يحظوا في يوم من الأيام بمثل هذه العروض الشيقة والجميلة، وتبقى التجربة الكبيرة لنا كمخرجين، حيث نعيش تفاعل أطفال العالم مع أعمالنا. ما رأيك في الرسوم المتحركة المغربية؟ رأيت بعض الأفلام المغربية، و أعتقد أن هناك إمكانات كبيرة في هذا البلد. وبعضها على مستوى جيد جدا، وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما إذا كان المغرب، ومكناس و على وجه الخصوص، يصبح مركزا للرسوم المتحركة في أفريقيا. سمعت أنه كان بالفعل ، ولكن الآن أريد أن أرى إذا كان سيتم تصدير الأفلام المغربية في جميع أنحاء العالم والحصول على سمعة طيبة. رأيت الأعمال الرائعة في العالم ، ولكن في كثير من الأحيان لا تصدر الأفلام و لا يتصل بشكل جيد مع الجمهور الغربي، لأي سبب من الأسباب. هل يمكن التعريف بالرسوم المتحركة عامة ؟ الرسوم المتحركة أو الأشرطة المتحركة هي أنواع تعتمد في منظومتها على الرسوم، فيكون الشريط و كل مرئياته كلها عبارة عن شخصيات مرسومة، و يجري تحريكها على الشاشة، أي أنها تعتمد على تحريك الرسوم، لذلك يطلق عليها البعض أفلام التَّحريك.ارتبطت أفلام الرسوم المتحركة في أذهان رواد السينما، باسم والت ديزني ، فن الرسوم المتحركة، وأشهر شخصية للرسوم المتحركة، وهي شخصية ميكي ماوس، ويعتبر من أشهر نجوم الرسوم المتحركة، حتى أن بعض الناس قد درجوا على إطلاق اسمه على أي فيلم رسوم متحركة. فالرسوم المتحركة هي أسلوب فني مستقل بذاته يقوم فيها المنتج بإعداد رسوم الحركة عوضا عن تصويرها بآلة التصوير كما تظهر في الواقع، ويتطلب إنتاج الرسوم المتحركة عملا متتاليا ومتسلسلا وتصوير حركة بحركة عكس الأفلام الوثائقية. وتستخدم الرسوم المتحركة في إنتاج الأفلام القصيرة، إضافة إلى الدعاية المركزة والمستهدفه، كما تستخدم في إيصال الأفكار الصعبة والتي يصعب شرحها ماديا، ويمكن الجمع، أيضاً، بين الرسوم المتحركة ومشاهد الحركة الحقيقية التي يتم تصويرها سينمائياً. على هذا الأساس كيف تتحرك الرسوم، بالتفصيل، إذا سمحت؟ الرسوم المتحركة عبارة عن رسوم كارتونية ثابتة، كانت في البداية ترسم على الورق، و هي الطريقة الكلاسيكية التي لا تزال متبعة لدى كثيرين ممن لا يحبذون العمل على الكومبيوتر، وتُصور الرسوم المتحركة على فيلم عادي، ويكون الفرق بين أي صورة وصورة هو حركة بسيطة لا تتعدى 24 ثانية من زمن الحركة الطبيعية، وإذا عرضنا هذه الصور بعد ذلك بالسرعة العادية لآلة العرض، وهي 24 صورة في الثانية الواحدة، يحدث عند المتفرج إيهام بالحركة، لظهور هذه الصور متصلة طبقًا لنظرية استمرار الرؤية.و الطريقة الكلاسيكية الشائعة في التحريك كانت الرسم على ورق يشبه ورق الزبدة وفي مرسم خاص حيث توضع الورقة على طاولة مضاءة. تعتمد الرسوم المتحركة على رسم كل صورة على ورقة منفصلة. فإذا أردنا مثلاً مشهد شخصية تشرب من كوب ماء، تُرسم حركة اليد منذ رفع الكأس وحتى وصولها إلى الفم صورة جامدة تلو أخرى. ومن ثم نحصل على الحركة جراء تقليب الورق بسرعة معينة. ومن ثم فإننا إذا أخذنا مثالاً لفيلم مدته عشر دقائق، وبفرض أن كل ثانية من زمن الفيلم تعطي 24 صورة، فإن الصور المطلوبة للفيلم الذي مدته عشر دقائق تصل إلى 15 ألف صورة على الأقل، يضاف إلى ذلك الخلفيات التي تمثل الديكورات، وقد يضطر الرسام لظروف العمل إلى رسم الأجزاء الثابتة من الكائنات، سواء كانت أشخاصاً أو حيوانات في لوحة رسم الأجزاء المتحركة في لوحات أخرى، مما يضاعف عدد الصور. والواقع يقول إن الفيلم القصير الذي لا تتجاوز مدته أكثر من عشر دقائق، يحتاج إلى ما لا يقل عن 30 ألف صورة.. في نظرك أين يكمن الإختلاف بين الرسوم المتحرك والحركة الحية ؟ الرسوم المتحركة هي جزء من عالم الحركة الحيّة، من حيث التنفيذ، يمكن أن يعني لك الكثير من التخطيط المسبق والبناء، ولكنه يترجم فيما بعد خيالياً عبر فيلم، وهذا هو الجمال بأفلام الرسوم المتحركة. وأعتقد أيضاً أن الرسوم المتحركة في حد ذاتها هي لغة يمكن أن تحمل رسالة معقدة بطريقة بسيطة، ويمكن أن تؤثّر على حياة كل من الأطفال والبالغين على حد سواء. كيف يمكنك أن تنصح الطلبة المغاربة في صناعة الرسوم المتحركة؟ الفكرة يجب أن تبقى متجذرة ومرتبطة بثقافة المنطقة، وأن تسعى للإضافة إليها، هنا بلد يمتد تاريخه لعدة قرون ، وينبغي أن يكون هذا التاريخ أساس أي أعمال كبيرة ترغب بالقيام بها. سأقول أنني سأكون متشوقا في المستقبل بمشاهدة بعض الأعمال العظيمة من قبل الطلاب هنا. ويجب إيجاد الفكرة التي لابد أن تكون طريفة ولها أجزاء صعب تنفيذها في الطبيعة في بادئ الأمر، بعد ذلك يجب كتابة القصة ثم السيناريو والحوار، وبعد ذلك يطلق عليه لوحة القصة، وهي لوحات ثابتة مرسومة ستعبر عن أهم الأحداث في القصة، أيضا تصميم المشاهد بأحجامها المعدة للتصوير لتوضيح علاقة الشخصيات الكرتونية بديكور المشهد، ثم يجب التطرق لعملية التحريك الرئيسية والتحريك المساعد التي يقوم بها العديد من الأشخاص، حيث يتطلب تنفيذ الثانية الواحدة 12 رسما متتابعا في الحركة، أيضا يرسم الفنانون للتعبير عن الحركات الشفاه المختلفة مع التسجيل الدرامي الصوتي للشخصيات، بعد ذلك هناك خطوة هامة هي إجراء اختبارات لما تم تحريكه عن طريق وحدات تصوير متخصصة، و هذه كلها خطوات ونصائح يجب اتباعها. هل تجد هناك فرقا بين رسومك المتحركة و الأفلام الهوليودية سواء من منهجية الفكر أو جمالية الإبداع؟ دعني أن أشير أولا إلى أن عالم صناعة أفلام الكارتون اليوم غدت متاحة للجميع بفعل التطور والتقني التكنولوجي، وهذا يمحي الكثير من الفوارق، لكنه يمنح المتلقي جماليات متباينة عندما يكون الإنتاج بجهود وإصرار فردي ومستقل عن إنتاج الشركات الكبرى التي تذهب بعيدا في خيال جامح ومفعم بألوان تعيق الناظر عن متابعة الحدث .. أنا شخصيا لا أحبذ توجيه رسائل في أفلامي، ولئن كان ذلك يبدو للناقد بين حين وآخر، لكن ذلك لا يمنعني من الوقوف على مجمل آراء المتابعين لأعمالي، وأكون سعيدا بسماع تعليقاتهم، خاصة وإنني كما أسلفت أتوجه في أفلامي لكل الأعمار وليس الأطفال فقط، وبعيدا عن التعقيدات أو حشو القضايا الكبرى التي أرى موقعهما في الأفلام الدارجة بشقيها التسجيلي أو الروائي.