بمناسبة حلول الشهر الفضيل، يقدم “برلمان.كوم” سلسلة رمضانية تتناول معطيات وقصص حول كرة القدم الوطنية والدولية والعديد من روادها، ونلقي الضوء اليوم على عزيز بودربالة قائد ثورة المغاربة بمونديال 1986، ضمن برنامجها الرمضاني نجوم من ذهب. النشأة والمسار الرياضي لبودربالة ولد عبد العزيز الإدريسي بودربالة في مدينة الدارالبيضاء سنة 1960، بدأ مشواره الكروي مع شبان نادي الوداد الرياضي سنة 1977، وحمل ألوان الفريق الأحمر إلى غاية 1984، هناك سيصنع اللاعب اسمه كأحد أحسن اللاعبين في الوداد، حيث توج مع الفريق الأحمر بلقب البطولة الاحترافية سنة 1978، وكأس العرش سنوات 1978 و1979 و1981، وكأس محمد الخامس سنة 1979. الاحتراف في أوروبا وتحقيق حلم الطفولة نجح بودربالة في تحقيق حلم طفولته وهو الاحتراف في أوروبا كباقي اللاعبين المغاربة، حيث خاض أول تجربة احترافية مع نادي أولمبيك سيون السويسري الذي انتقل إليه صيف 1984، حيث تأقلم بشكل سريع مع الأجواء في سويسرا وفي نفس السنة نجح في التتويج بكأس سويسرا، بعد 4 سنوات بقميص سيون لعب 88 مباراة نجح في تسجيل 25 هدفا، سيخوض بودربالة تجربة جديدة مع نادي راسينغ كولومب الفرنسي الذي انتقل إليه في صيف 1988 ولعب معه موسمين. خاض معه 49 مباراة نجح في تسجيل 15 هدفا، قبل أن ينتقل لستاد لافال الذي تألق معه بشكل كبير حيث لعب له لموسم واحد فقط نجح في تسجيل 14 هدفا، تألق اللاعب مع لافال سيجعل عملاق فرنسا أولمبيك ليون يتعاقد معه في صيف 1990 ولعب معه 54 مباراة، نجح في تسجيل 10 أهداف، بعد موسمين مع ليون سيخوض بودربالة تجربة جديدة، وهذه المرة في الدوري البرتغالي سنة 1992 إشتوريال برايا الذي لعب له ل24 مباراة نجح في تسجيل 4 أهداف، لكنه سرعان ما قرر العودة إلى سويسرا سنة 1993 حيث وقع لنادي سانت غالن الذي لعب له ل3 مواسم، قبل أن يقرر أن ينهي مشواره الرياضي مع الوداد سنة 1997. المشاركة في كأس إفريقيا بالرغم أنه لم يتحصل على أي لقب مع المنتخب المغربي رغم أنه خاض 6 كؤوس إفريقية، إلا أن بودربالة أو “شوارع المراوغات” كما تُلقبه الجماهير المغربية دخل قلوب ملايين المغاربة خاصة في كأس إفريقيا 1986 و1988 بعد وصول المغرب لنصف النهائي. التألق في كأس العالم 1986 نجح بودربالة أن يكسب رسميته مع المنتخب الوطني المغربي، واستطاع بفضل مهاراته العالية أن يكون في القائمة النهائية التي ستشارك في كأس العالم لكرة القدم 1986، هناك سطعت موهبته بشكل كبير وساهم بشكل كبير في تحقيق نتيجة التعادل السلبي أمام منتخبي إنجلترا وبولندا، ثم الفوز بنتيجة كبيرة على منتخب البرتغال ب 3-1 وفي الدور الثمن النهائي خسر بصعوبة من منتخب ألمانيا الغربية، الذي كان يُشرف عليه القيصر بكنباور، حيث أجبره بودربالة على إعمال خطة تليق بموهبته في مونديال المكسيك 1986، خصوصا أنه كان ظاهرة في فن المناورة الجسدية واللعب الأنيق، كما كان عدو المدافعين الأول في فترته بمشاكساته ولعبه الإستعراضي المستفز للخصوم، ونتيجة لأداء الكبير في مونديال المكسيك، احتل المركز الثاني في استفتاء أفضل لاعب أفريقي لسنة 1986، خلف مواطنه بادو الزاكي وأمام الكاميروني روجيه ميلا. الإعتزال ودخول عالم التدريب قرر عزيز بودربالة سنة 1997 اعتزال كرة القدم بشكل نهائي، بعد مسيرة كروية حافلة في الملاعب الأوروبية والمغربية، استطاع فيها أن ينقش اسمه بحروف من ذهب كأحد أبرز اللاعبين الذين أنجبتهم الكرة العربية. وحصل بودربالة على دبلوم التدريب العالي من سويسرا، وتم تعيينه في 26 مارس 2005 مساعدا لمدرب المنتخب المغرب، وفي سنة 2006 تم تعيينه مدربا لفريق الوداد إلا أنه لم يستمر طويلا مع الفريق الأحمر.