صنع عزيز بودربالة، لنسفه اسما خاصا مع فريقه الوداد البيضاوي، ورفقة المنتخب المغربي الذي كان واحدا من نجومه خلال مونديال المكسيك، قبل أن يقرر ابن الدارالبيضاء، خوض تجربة الاحتراف بأوروبا حيث صال وجال بين العديد من الملاعب بالقارة العجوز. لعب بودربالة في سويسرا، فرنساوالبرتغال لكنه عاد بعدها للمغرب وقرر وضع حد لمسيرته الحافلة بالعطاء داخله، ليواصل الحضور في واجهة الأحداث عكس ما كان عليه مع العديد من نجوم الكرة المغربية خلال ثمانينات القرن الماضي وبداية التسعينات.
تفوق في المدينة القديمة في 26 دجنبر 1960 ولد عزيز بودربالة بمدينة الدارالبيضاء، ووسط دروب المدينة القديمة نشأ، ليكبر وتكبر معه أحلام لعب كرة القدم، بعدما تفوق بسرعة على باقي أقرانه بتقنياته الكبيرة، ما جعله يفكر في اللعب على أعلى مستوى ليلتحق بالوداد البيضاوي، وهو ابن 16 سنة لتحقيق حلمه باحتراف الكرة. ظل عزيز 6 سنوات في بيت الوداد البيضاوي، خطف خلالها الأضواء مع نجوم الفريق الأحمر في تلك الفترة، وتميز طيلة المدة التي قضاها مع “وداد الأمة”بمراوغاته وتمريراته المضبوطة، فطلب أكثر من فريق مغربي في تلك الفترة وده، من أجل التعاقد معه لكنه رفض مغادرة الوداد إلا للاحتراف صوب الخارج ، ليغنم الألقاب رفقة الوداد الذي توج معه بلقب البطولة الوطنية وكأس العرش، ويذيع صيت الشاب المنحدر من منطقة أيت هادي بشيشاوة، والتي يحرص على زيارتها كلما سنحت له الفرصة، حيث ظل وجدانه مرتبطا بالمكان الذي قضى فيه بعضا من أوقات الطفولة وبخاصة في العطل المدرسية الصيفية. سويسرا تفتح الأبواب بعد سنوات التألق التي قضاها مع الوداد البيضاوي، أصبح اسم عزيز بودربالة يتردد بين العديد من الأندية الأوروبية، التي كانت في تلك الفترة، تعتبر سوق اللاعبين بالمغرب من أهم المناطق التي قد تجلب منها لاعبا مميزا بإمكانيات كبيرة. وفي 24 من عمره، حزم عزيز حقائب السفر، نحو سويسرا ليعانق الاحتراف الأوروبي، من بوابة فريق سيون، الذي خاض معه 88 مباراة سجل خلالها 25 هدفا، في الوقت الذي توج مع ذات الفريق بكأس سويسرا سنة 1986 وخاض في نفس السنة نهائي السوبر السويسري. بعد عامين ناجحين في سويسرا، قرر بودربالة الانتقال إلى البطولة الفرنسية، حيث وقع سنة 1988 رفقة إر سي باريس، بعدما أعجبه نمط الحياة في العاصمة الفرنسية، واقترب أكثر من مدينة تشهد تواجد العديد من اللاعبين العرب من شمال إفريقيا، وبدورها تجربة اللعب بفرنسا توج فيها بكأس فرنسا سنة 1990، بعدما سجل للفريق الباريسي 15 هدفا من أصل 49 مباراة خاضها رفقته. تجربة ليون كبرت شعبية عزيز بودربالة في فرنسا، ما جعل أصحاب القرار داخل أولمبيك ليون يطمحون للتعاقد معه، فسافروا لباريس لمجالسته آنذاك مقترحين عليه الانتقال لصفوف الأولمبيك، وهو الأمر الذي وافق عليه اللاعب المغربي الذي كان من النجوم المغربية التي حضرت بقوة أيضا خلال مونديال المكسيك 1986، ما جعل شهرته تسبقه أينما حل بعد رقع اسم المغرب عاليا في ذلك اللقاء الكروي العالمي. في ليون اختمرت تجربة عزيز ، الذي بات اسمه يظهر دوما على صفحات جريدة ” ليكيب” الرياضية الفرنسية المتخصصة، التي كانت دائمة التنويه به وبما يقدمه من إبداعات، وعلى نهج كل التجارب التي خاضها في عالم الاحتراف، لم يطل المقام كثيرا بنجم وسط المنتخب المغربي داخل ليون، بعدما قرر إنهاء مشواره مع الفريق سنة 1992، رغم أن مسؤولي الفريق الفرنسي تشبتوا به ، وحاولوا إغراءه من أجل البقاء إلا أن كثرة العروض التي توفر عليها جعلته في حيرة من أمره ، ليقرر بعدها ركوب تحدي جديد في مسيرته الكروية. محطة البرتغال والعودة لسويسرا لعب عزيز بودربالة، موسم 1992-1993 في البطولة البرتغالية، حيث جاور فريق إستوريل برايا، الذي خاض معه 24 مباراة سجل منها 4 أهداف، كل هذا وهو لا يلعب كمهاجم صريح، بل يكتفي بالإبداع والتفنن في خط الوسط، ما يجعله دوما يلعب دور الموزع الذي يمد باقي رفاقه بالكرات الحاسمة من أجل التسجيل. لم يدم المقام كثيرا بعزيز بالبرتغال، ليتوصل بعرض جديد من البطولة السويسرية التي ظلت أنديتها تراقبه في كل محطة يصلها، لكن الانتقال لم يكن صوب فريق سيون الذي لعب معه سابقا، وإنما رفقة سان غال ، الذي وثق مسؤولوه في إمكانياته وعرضوا عليه اللعب في صفوفهم، ليقرر البقاء معهم من 1993 لغاية 1995 ، قبل أن يقرر بشكل نهائي العودة للأصل، لفريقه الأم الوداد الذي خاض معه كذلك موسمين قبل أن يعتزل لعب كرة القدم ، مسجلا مسارا حافلا نقش فيه إسمه بأحرف من ذهب رفقة كل الأندية التي لعب معها. تجربة الجامعة سنة 2014 أسند رئيس جامعة الكرة فوزي لقجع، منصبا جديدا لعزيز بودربالة، ومنحه مهمة مدير رياضي للمنتخب المغربي، على عهد الناخب الوطني زكي بادو، ليستمر في هذه المهمة لغاية وصول الفرنسي هيرفي رونار، ليتواري بعدها عزيز عن الأنظار، لكنه ظل حريصا على التكوين العلمي ، فحاز على شهادة في التسيير والتدبير الرياضي رفقة مجموعة من نجوم كرة القدم المغربية، كنور الدين نيبت وعبد الإله صابر، وخالد فوهامي ، ليسهل عليه الانخراط في العمل سواء داخل الأندية أو المنتخبات بعيدا عن الأمور التقنية، التي يجمع الكثير من معارف عزيز أنه خبير بها.