عزت وسائل الإعلام الجزائرية والأجنبية، عدم تعيين الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش رمطان لعمامرة في منصب مبعوث الأمم المتّحدة إلى ليبيا، عوض غسان سلامة الذي استقال مطلع مارس الماضي، إلى رفض الولاياتالمتحدة تأييد ترشيحه، مستعملة حق النقض ضد الدبلوماسي الجزائري، لكن الحقيقة تقول غير ذلك. وحسب ما ذكره موقع “مغرب إنتلجونس“، في مقال نشر يوم أمس السبت، فإن اللوبي المصري كان له دور أساسي في نسف عملية تعيين لعمامرة من قبل الأممالمتحدة، وهكذا حث الدبلوماسيون المصريون نظراءهم الأمريكيين على رفض ترشيح رمطان لعمامرة، حيث أشار المصدر إلى أن الأسباب الحقيقية مرتبطة بالسلطة الجزائرية القائمة حاليا. وأضاف ذات المصدر، أن الدبلوماسية المصرية التي تلعب دورا رئيسيا في الأزمة الليبية، تحركت وراء الكواليس ضد تعيين رمطان لعمامرة، بعد أن اتصل بها رئيس قسم الدبلوماسية الجزائرية صبري بوقادوم، وتم على إثر ذلك تنظيم “اجتماع أزمة” في قصر المرادية الرئاسي من قبل عبد المجيد تبون ومستشاريه المخلصين. وخلال الاجتماع ، يضيف المصدر، أقنع المستشارون الرئيس الجزائري الجديد بعدم دعم ترشيح رمطان لعمامرة، “لأن الدبلوماسي المخضرم سيطغى على رئيس الدولة الجزائري الهش”. وفق تعبير “مغرب إنتلجونس”. لعمامرة عند تعيينه رئيسا لبعثة الأممالمتحدة في ليبيا، سيجعل الأنظار الدولية تتجه صوبه بحكم أهمية المنصب، وهذا الوضع لا يساعد أجندة تبون على الإطلاق، والذي يعتبر ليبيا نقطة انطلاق بالنسبة له لاكتساب الشرعية الدولية وإقامة تحالفات مع القوى الأجنبية، وهذا الرفض سيسمح له بتعزيز موقفه الهش في الجزائر، حيث يرفضه جزء كبير من المواطنين وجزء آخر من المؤسسة العسكرية. “مع وجود رمطان لعمامرة على رأس بعثة الأممالمتحدة لليبيا، سيخسر عبد المجيد تبون تأثيره على الملف الليبي؛ لأنه سيكون لديه منافس قوي دبلوماسي متمرس وذو خبرة كبيرة ويتوفر على أجندة أرقام تمكنه من إقامة اتصالات عالية المستوى”. يؤكد الموقع. وفي ذات السياق، ذكر ذات المصدر أن مصر والإمارات العربية المتحدة، شعرا بالقلق على أن يتم التأثير على سلطتهما في الملف، إذ أن ممثلا للأمم المتحدة في ليبيا مثل لعمامرة لا يناسب مصالحهم على الإطلاق. وعلى هذا المنوال شكلت الجزائر والقاهرة تحالفا، وتولت الدبلوماسية المصرية مهمة إقناع الدبلوماسيين الأمريكيين بفرض حق النقض (الفيتو) على الأممالمتحدة ضد تعيين لعمامرة.