“أنا فقيرة.. واش ماشي من حقي نعيش ونتعالج في بلادي فابور من مرض السرطان…”، بهذه الكلمات ودموع الحسرة تعاتب إحدى المصابات بمرض سرطان الثدي على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” حكومة سعد الدين العثماني، نتيجة معاناتهم من غلاء حصة العلاج من هذا المرض الفتاك وعدم توفر أدوية العلاج الكيميائي ببعض المستشفيات العمومية، الشيء الذي يضطرها ومعها المئات من النساء المصابات بالداء إلى تأخير العلاج الذي يتسبب في تدهور حالتهن الصحية وانتشار المرض في أعضاء أخرى من أجسادهن. وفي هذا السياق أطلقت مجموعة من النساء المريضات بسرطان الثدي حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” تحت وسم :” ما بغيناش نموتو بالسرطان عطونا حقنا في العلاج المجاني”. وحكت العديد منهن في تعليقات منشورة ومقاطع فيديو عن آلامهن مع المرض وعدم توفر الإمكانيات، حيث تضطر عدد منهن إلى التوجه نحو القطاع الخاص من أجل تلقي العلاجات الضرورية أو الخضوع للفحوصات من قبيل السكانير أو التصوير بالرنين المغناطيسي، خاصة وأن المواعيد بالمستشفيات العمومية قد تصل إلى ستة أشهر أو سنوات. “نهاد” إحدى المريضات قالت إنها اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي في أكتوبر2018 و نتيجة الإهمال والتأخير في العلاج بسبب لامبالات الأطباء بمدينة أسفي تدهورت صحتها وانتشر المرض في جسمها متسببا لها في إصابة 3 فقرات في عمودها الفقري وأضافت نهاد أنها أمام تفاقم الوضع اظطرت للتنقل إلى مراكش حيث تبين للأطباء هناك أنها مصابة بالسرطان من الدرجة الثالتة، ليقرر الأطباء إزالة ثديها بسبب تقدم المرض و أشارت المتحدثة أنها تفاجأت بمطالبتها باحضار دواء “شيميو”، مضيفة أن الشعارات التي يتم تسويقها في الاعلام لا وجود لها على أرض الواقع حيت يجد المريض نفسه وحيدا وعرضة للموت في أية لحظة، وحكت نهاد كيف أنها “تعذبت كثيرا من أجل الحصول على حقها في العلاج” . حملة “ﻣﺒﻐﻴﺘﺶ ﻧﻤﻮﺕ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎﻥ ﺑﻐﻴﺖ ﺣﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻲ” لقيت تعاطفا كبيرا من طرف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين عبروا في تعليقات تعلن تضامنهم مع مريضات السرطان وتوبخ المسؤولين بسبب التقصير والتأخير في التشخيص والتماطل في منح المرضى جرعات العلاج الكيمائي نظرا لغيابه بالمستشفيات وغلاء سعره بالصيدليات.