كشفت مصادر مطلعة ل”برلمان.كوم” أن جنبات مطرح مديونة تشهد وضعية وصفت ب”الكارثية”، وذلك جراء تدفق كميات مهولة من سائل «ليكسيفيا» (عصير الأزبال) إلى خارج مطرح النفايات، ما أدى إلى تلوث البقع الأرضية المحيطة به. وأبرزت المصادر ذاتها أن مطرح مديونة، الذي يعد أكبر مطارح للأزبال في المملكة، لم يعد يتحمل حمولة شاحنة واحدة للنفايات منذ سنة 2015 ما دفع بعدد من الشاحنات إلى طرح أزبالها على مقربة من سور المطرح الذي يستقبل يوميا أكثر من 6 آلاف طن. وأوضح عبد الصمد الهواري، الناشط الحقوقي وابن المنطقة، أن امتلاء المطرح بالأزبال وعدم معالجتها أسهم في تدفق سائل “ليكسيفيا” الخطير الذي يهدد الفرشة المائية التي تتزود منها بعض البقع الفلاحية المحيطة بها. وأضاف الهواري، في حديثه مع “برلمان.كوم”، أن السكان المجاورين لمطرح مديونة باتوا يعانون يوميا من ارتفاع منسوب “عصير الأزبال”، فضلا عن عدم التخلص من أكوام النفايات بواسطة الردم المنبسط، كما أن مراكز إعادة تدوير الأزبال واستغلال غازات الأزبال لم يتم انشاؤها لأسباب غير معروفة. وعبر عدد من سكان المنطقة عن استيائهم الكبير مما يخلف المطرح المذكور من روائح كريهة وأدخنة وأمراض على مستوى الجلد والتنفس، مناشدين الجهات المسؤولة إلى وضع حد لها لما اعتبروه ب”الكارثة البيئية” بجميع المقاييس. وتمتد مساحة مطرح نفايات مديونة، الذي يحتوي على بحيرات كبيرة من عصير النفايات الملوث للبيئة وللفرشة المائية بمنطقة مديونة وأولاد طالب وجزء كبير من مساحة الدارالبيضاء، على مساحة 70 هكتارا. وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن الأرض التي أقيم فوقها مطرح مديونة كانت عبارة عن مقالع للأحجار، واستغلت سنة 1986 كمطرح للنفايات، إذ جرت العادة على استغلال مثل هذه المقالع الحجرية لطمر النفايات، وهي تستقبل يوميا من بين أربعة آلاف إلى ستة آلاف طن من النفايات، أي ما يقارب مليون و500 ألف طن سنويا.