جزيرة ماليه بالمالديف، هي جزيرة صغيرة وضيقة، تعج بالسكان الذين يبلغ عددهم 120 ألف شخص، على مساحة لا تتجاوز 2 كيلو مترمربع، والذين يعتنقون إلى جانب سائر المالديفيين الديانة الاسلامية، بفضل داعية مغربي نشر الديانة الاسلامية بهذه البقاع في القرن السادس هجري . هذه الجزيرة هي مجموعة شوارع ضيقة وبنايات ومحلات صغيرة، تجمعت لتشكل أصغر عواصم العالم، ومع ضيق المساحات بماليه، فقد فرضت هذه الظروف على المالديفيين اللجوء إلى الدراجات النارية والسيارات الصغيرة للتنقل بفوضوية واضحة داخل مدينتهم الاستثنائية. المدينة مصممة بروح اسلامية، تظهر في القباب التي تعلو أسقف المباني، والايات القرءانية التي تملأ الجدران. وماليه هي القلب النابض لجزر المالديف الساحرة التي يعشقها الأثرياء ونجوم هوليوود، لكن هذه المدينة ذات الطقس الاستوائي الرطب المشمس والتي تضم 1192 جزيرة صغيرة تصر على الحفاظ على روحها المسلمة. لكن المالديفيين الذين يبلغ عددهم نحو 300 ألف شخص كلهم من المسلمين السنة، حريصون فيما يبدو على التمسك بالهوية الدينية التي تشكلت في جزرهم قبل أكثر من 8 قرون عندما ساهم الداعية المغربي “أبو البركات يوسف البربري” في إقناعهم بالتخلي طواعية عن البوذية واعتناق الإسلام. ويتمسك المالديفيون بالطقوس والشعائر الاسلامية، كالحج والصوم وذبح الأضاحي، ورغم أنهم ساكنة جزر بحرية تفتقر للمواشي، فإن أغنيائهم يستوردون الأضاحي، في حين أن ضعيفي الحال يوصون أقاربهم بالخارج بالذبح نيابة عنهم. أما عن المساجد ذات الطرز المعمارية المميزة بمساحاتها الفسيحة التي هي أغلى ما يملك المالديفيون، الاستثناء الوحيد في مدينة ماليه وباقي جزر المالديف المأهولة. كما تعج الشوارع والمراكز العامة في ماليه بلافتات كتبت عليها آيات قرآنية وأحاديث شريفة، بالإضافة إلى أقوال وحكم مأثورة لرجال الدين المرموقين في البلاد، الذين تخرج معظمهم من الجامع الأزهر في مصر والمراكز الإسلامية في المملكة العربية السعودية ودول الخليج. ورغم ان الجزيرة معروفة في العالم أجمع، بكونها ملاذ المخرجين ومصيف المشاهير، إلا أنها قرية تجمع المسلمين الوسطيين الذين يعيشون في أمن وسلام.