وقعت المملكة المغربية وجمهورية المالديف، أمس الجمعة، أربع اتفاقيات ثنائية تهم الإعفاء من تأشيرات الدخول والتعاون في الشؤون الدينية وتعزيز المشاورات السياسية والتعاون بين معاهد الدراسات الدبلوماسية. وجرى هذا التوقيع خلال زيارة رسمية قام بها عبد الله شهيد، وزير خارجية المالديف، إلى المغرب، على رأس وفد هام، وهي أول زيارة لوزير خارجية مالديفي إلى البلاد منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل ثلاثين سنة. ولدى جمهورية المالديف، الواقعة في المحيط الهندي في القارة الآسيوية، موقف إيجابي من قضية الصحراء، فهي تدعم السيادة والوحدة الترابية للمغرب بما يشمل الأقاليم الجنوبية، كما تعتبر مبادرة الحكم الذاتي حلاً سياسياً وبراغماتياً وواقعياً. وخلال زيارته الرسمية، التقى المسؤول المالديفي بسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، إضافة إلى ناصر بوريطة، وزير الخارجية، وأحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ولحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب. وتقررت إثر هذه الزيارة أيضاً إقامة قنصلية فخرية للمغرب في جزر المالديف، بهدف تطوير التعاون الاقتصادي، كما جرى الاتفاق على الإعفاء من تأشيرات الدخول، بحيث سيتمكن مواطنو البلدين من السفر بدون تأشيرات ابتداءً من 31 يناير من السنة المقبلة، عوض الحصول على تأشيرة عند الدخول المعمول بها حالياً. وبموجب مضامين اتفاقية أخرى جرى توقيعها خلال هذه الزيارة الرسمية، ستُرسل المالديف أئمتها إلى المغرب للاستفادة من التكوين والتأطير الذي يقدمه معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات في الرباط. ونقلت وزارة الخارجية المالديفية تفاصيل زيارة وزيرها، حيث تطرق شهيد للعلاقات الروحية والدينية والثقافية والإنسانية التي تربط البلدين، كما تذكر خلال لقائه مع المسؤولين الحكوميين العالم المغربي أبو البركات يوسف، الذي أدخل الإسلام إلى جزر المالديف في القرن الثاني عشر ميلادي. وحسب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية فإن أبو البركات يوسف الأمازيغي دخل إلى المالديف في منتصف القرن السادس الهجري (الثاني عشر ميلادي) مع بعض التجار العرب الذين كانوا في ذلك الوقت يقومون برحلات تجارية منظمة. وجاء في مجلة "دعوة الحق" التي تصدرها الوزارة أن "قصة إسلام سكان المالديف ليست غريبة ولا فيها ما يثير، وإنما أكثر ما فيها عظمة الدعوة الإسلامية"، مشيرةً إلى المغربي أبو البركات "وجد أهل المالديف على الديانة البوذية فطلب مقابلة السلطان "درمس كالامنجا" ودعاه إلى الإسلام، إلا أنه أبى في أول الأمر رغم ضيافته لحامل الدعوة وتقريبه إليه". وتشير مضامين المجلة إلى أن أبو البركات يوسف "لم يمل من دعوته إلى أقنع السلطان، فأسلم وأمر شعبه باعتناق الدين الجديد، واستبدل اسمه بعد إسلامه ب"درمس محمد بن عبد الله"، وقد حكم المالديف 25 سنة، 12 منها قبل إسلامه، و13 سنة بعده، ولازمه أبو البركات يعلمه القرآن إلى أن توفي".