مدينة مراكش إحدى أهم الواجهات السياحية بالمغرب، إذ يمشي فيها تاريخ المرابطين والموحدين في الأسواق والأزقة شامخا وسط الناس، بمحاذاة الأسوار والمساجد والحدائق الشاهدة على حقبة زمنية تعود لسنة 1070 م، هذه الحقبة هي التي شكلت النواة الأولى لمراكش على يد السلطان يوسف بن تاشفين. تتوفر المدينة التي اتخذها المرابطون عاصمة للبلاد آنذاك، على بنية تحتية فندقية مهمة، إذ تحتوي على أكثر من 1400 وحدة للإيواء، بما فيها أكثر من 170 فندقا مصنفا، وتعرف المدينةبمراكش الحمراء نظرا للون الأحمر الطاغي على مبانيها ومنشآتها، كما ارتبط إسمها ب”البهجة” لتميز سكانها بخفة الظل والميل إلى النكتة والدعابة. وتقع المدينة، الملقبة أيضا ب”سبعة رجال” نسبة إلى 7 رجال من كبار العلماء والمتصوفين الذين ساهموا في نشر الوعي السياسي والفكري بين سكانها، وسط المغرب بمسافة تبعد حوالي 327 كلم عن العاصمة الرباط، وعلى بُعد 580 كم عن مدينة طنجة، وتصنف ثالث المدن المغربية من حيث الكثافة السكانية بقرابة مليون نسمة، ورابعها من حيث المساحة والتي تصل إلى 230 كيلومترا مربعا. وكان يطلق على المغرب فيما مضى اسم مراكش، وتعود أصل التسمية لروايات مختلفة فهناك من يعتبر أن “مراكش” أخذت أحرفها من إسم إله أمازيغي قديم وهو “أكوش” تيمنا به، وهناك من يعتبر أن كلمة مراكش كلمة أمازيغية تعني “مُر بسرعة”، وهي الكلمة التي كان المرابطون يرددونها كثيرا عند اتخاذهم المدينة عاصمة لهم تحميهم من اللصوص وقطاع الطرق، وفي رواية أخرى، هناك من يعتبر أن اسم “مراكش” يرجع إلى الكلمة الأمازيغية “أمور ن اكوش”، وتنطق بالأمازيغية أموراكش، وتعني أرض الله. وتتميز “البهجة” بمُناخٍ صحي، شتاؤها معتدل رطب وصيفها جاف وحار، الأمر الذي شجع العديد من الأوروبيين على اتخاذها مستقرا لهم، وتتوفر مراكش الحمراء على شبكة من المواصلات والطرق الحديثة، إذ يعتبر مطار مراكش المنارة الدولي الثاني على مستوى المغرب من حيث الحركة. وصنفت المدينة على مدار ثلاث سنوات متتالية من 2015 إلى 2017 ثالث وجهة سياحية عالمية بامتياز، فيما صنفت في 2019 تاسع وجهة عالمية، بحيث استطاعت أن تكون المدينة الوحيدة في الشرق الأوسط وإفريقيا المصنفة ضمن المراتب العشر الأولى كأفضل الوجهات السياحية في العالم. وتزخر عاصمة النخيل بمعالم تاريخية عديدة منها”مسجد الكتبية” الذي يعتبر من أهمّ جوامع المغرب العربي، وينفرد بمئذنة مُزخرفة ومنبر آلي الحركة، كما يحتوي على 11 قبة، و17 جناحاً داخلياً، وساحة جامع الفنا، قلب المدينة النابض بالحياة و التي اعتبرتها منظمة “اليونيسكو” سنة 1997 تراثا شفويا لتميزها بإلقاء فنون “الحلقة” التي يحج إليها الزوار والسياح للإستمتاع بحكايا التاريخ أو النكت أو الموسيقى. وتتوفر مدينة البهجة، أيضا، على آثار تاريخية ك”القبة المرابطية” الشاهدة على فن المعمار المرابطي لما تحمله من نقوش فنية وأقواس وأشكال تشبه نجمة سباعية، إضافة إلى “حدائق ماجوريل” التي تحوي على نباتات وأزهار نادرة قادمة من القارات الخمس. كما تعرف المدينة ب”حدائق المنارة” التي يتوسطها خزان المنارة الكبير، ناهيك عن قصور في غاية الفخامة تستقطب السياح الأجانب بفضل هندستها المعمارية القديمة ك “قصر الباهية” و”قصر البديع” الذي اعتبره المؤرخون من عجائب الدنيا السبع لإحتوائه على أربع حدائق مختلفة وزخارف وأعمدة مكسوة بأوراق الذهب.