مع انطلاق مؤتمر الأممالمتحدة حول المناخ «كوب 22» في مراكش، يوم الاثنين 7 نونبر 2016، اتجهت أنظار العالم وعدسات الإعلام الدولي نحو «المدينة الحمراء»، التي تستقطب على مدار السنة، «أهم» الموتمرات والملتقيات العالمية، التي تصدر عنها قرارات حاسمة ومؤثرة على المستوى الكوني. ويشارك في المؤتمر الذي يستمر حتى 18 نونبر الجاري، رؤساء عددِ من الدول، إلى جانب نحو 30 ألف شخص، بينهم 8 آلاف ممثلين للمجتمع المدني و1500 صحفي، بحسب المنظمين. ويرجع أصل اسم «مراكش» إلى الكلمة الأمازيغية «أمور ن اكوش»، وتنطق بالأمازيغية أموراكش، والذي يعني بلاد الله أو أرض الله، وهي دلالة لها بعد العالمية، والانتماء إلى الانسانية جمعاء. وكان اسم مراكش، يطلق على كل المغرب قديماً، منذ أن تأسست كعاصمة للمرابطين إلى عهد الحماية الفرنسية في العصر الحديث، ولازالت هذه التسمية متداولة لحد الآن في كل اللغات، ك»الفارسية» (مراكش)، والإسبانية (مارويكوس) والانجليزية (موروكو). وتوصف بالمدينة الحمراء، نظرا لأن معظم منازلها تم طلاؤها باللون الأحمر، وتزداد جمالا وإشراقا مع انعكاس ضوء الغروب على بيوتها. وفي تصريح ل"وكالة الأناضول"، قال عبد الواحد فكرات، كاتب عام الوزارة المغربية المنتدبة المكلفة بالبيئة، إن «المغرب قدم ترشيحه خلال مؤتمر الأممالمتحدة حول المناخ الذي انعقد بعاصمة جمهورية بيرو، ليما، في 2014». وأكد أن ترشيح بلاده عرف دعماً كبيراً بحكم سمعة المغرب الجيدة، وأيضاً بحكم المبادرات التي أطلقها في مجال المناخ، مثل إطلاق استثمارات جد مهمة في مجال الطاقات المتجددة». واعتبر أن اختيار الدول المنظمة تتم بتوافق الأطراف، حيث كان مقررا أن تحتضن إفريقيا المؤتمر في 2016، وهو ما جعل بلاده يتقدم بترشيحه». وأوضح أن بلاده قامت بالعديد من المبادرات في مجال الحد من التغييرات المناخية، حيث تعتبر نموذجا في مجال الطاقات المتجددة. من جهته، أرجع عمدة مراكش، محمد العربي بلقايد، في تصريح للأناضول، اختيار المغرب إلى «دعم دول إفريقية، وذلك للميزات الذي يختص بها بلدنا، وفي مقدمتها الأمن والاستقرار والمناخ». وأفصح أن «اختيار مراكش، جاء بتعليمات سامية (في إشارة إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس)». واعتبر بلقايد، أن «انتظاراتهم من القمة العالمية، هو الإشعاع العالمي الأكثر للمدينة السياحية الأولى في المغرب، لجلب زوار وضيوف أكثر». وأفاد: «بذلنا جهوداً كبيرة لإبراز قيمة المدينة الحقيقية، التي يعرفها زوارنا من دول العالم». وشدّد على أنهم «ينتظرون الإشادة والتنويه، لدقة التنظيم والإعداد». بلقياد أشار إلى أن «الاستعدادات لهذه التظاهرة العالمية استغرقت أكثر من 6 أشهر». واحتضنت المدينة أبرز التظاهرات خلال السنوات الأخيرة، منها المنتدى العالمي لحقوق الإنسان، الاجتماع الوزاري الرابع لأصدقاء سوريا، والقمة العالمية لريادة الأعمال بتنظيم مشترك بين وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية، والولايات المتحدةالأمريكية، فضلاً عن الموعد الفني السنوي الشهير، المهرجان الدولي للفيلم. وبحكم القاعات والصالات ذات التجهيزات التكنولوجية العالية، أضحت المدينة وجهة و«حاضنة» للمؤتمرات والقمم ذات الصيت العالمي، لتكون ضمن الترجيحات الأولى عند مسؤولي البلاد. وتجذب المدينة العالمية «هوى» زعماء ورؤساء وقادة دول، حيث حضيت باستضافة عدة ملتقيات ومؤتمرات العالمية. وتتوفر «عاصمة النخيل» على معالم ومآثر تاريخية، في مقدمتها ساحة «جامع الفنا» التي تسحر زوارها (تم تصنيفها تراثا شفويا إنسانيا على لائحة منظمو اليونسكو منذ 1997)، و«حدائق ماجوريل» التي تحتوي على نباتات وأزهار نادرة قادمة من القارات الخمس، و«جامع الكتبية»، و«حدائق المنارة» التي تتوسطها خزان المنارة الكبير. وتصنف مراكش، ثالث أكبر مدن المغرب من ناحية عدد السكان، حيث يفوق تعداد سكانها المليون نسمة، من مجموع سكان البلاد البالغ قرابة 33 مليون نسمة، بحسب تقديرات رسمية. وتقدر مساحة المدينة بنحو 230 كيلومتراً مربعًا، ووصفت بأنها «المدينة الحمراء، الفسيحة الأرجاء، الجامعة بين حَرٍّ حرور وظل ظليل، وثلج ونخيل». واختيرت مراكش، كأفضل وجهة سياحية جديدة في العالم في 2015، في تصنيف أعدّه الموقع العالمي المتخصص في الأسفار «تريب أدفايزر»، حيث تفوقت مراكش، على أعرق العواصم العالمية من ضمنها لندن، وروما، وباريس. وحققت زهرة الجنوب، المركز الأول على المستوى الوطني، من حيث عدد سياح المدينة، برقم تجاوز مليونا سائح عام 2014، احتلت من خلاله المركز السابع عربيا، في نتائج المدن التي شهدت أكبر عدد زوار، بحسب تقرير لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية. وتعتبر مراكش، المركز السياحي الأول في المغرب، وتتوفر على بنية تحتية فندقية هامة، حيث تحتوي على أزيد من 1400 وحدة للإيواء، بما فيها أكثر من 170 فندقا مصنفا.