علم “برلمان.كوم” من مصادر مطلعة على مجريات الأوضاع بتندوف، أن قيادة جبهة البوليساريو تعيش على صفيح ساخن، وتتخوف من اندلاع انتفاضة عارمة بعد أن بدأت مؤشرات الاحتقان والغضب تلوح في أوساط ساكنة المخيمات، سيما بعد أن نفذ مئات الصحراويين أمس الأحد مسيرة احتجاجية حاشدة بالسيارات أمس الأحد بمخيمات الرابوني، طالبوا من خلالها بالحرية في التعبير عن آرائهم وبرفع الحصار المفروض على المحتجزين وضمان حرية التنقل. وأضافت أن نجاح بعض عناصر ميليشيات البوليساريو مؤخرا في الفرار نحو المغرب، وتسليم أنفسهم للقوات المسلحة الملكية على مقربة من الجدار الأمني العازل، استنفر قيادة الجبهة الانفصالية حيث عقدت اجتماعات عسكرية وأمنية بالقيادة العسكرية الجنوبية، لتشديد المراقبة بكافة المعابر المؤدية إلى الحدود المغربية، وإنجاز تقارير مفصلة حول التحركات السرية التي يقوم بها معارضو البوليساريو داخل المخيمات. إلى ذلك أكدت ذات المصادر أن العديد من النشطاء في مخيمات تندوف شرعوا في الترويج لضرورة إحداث تغيير جذري في تشكيلة القيادة الحالية للبوليساريو، وتمكين شخصيات أخرى من متطلبات الحل السياسي الذي دعا إليه مجلس الأمن الدولي، والشروع في مفاوضات مباشرة مع المغرب على قاعدة الحكم الذاتي باعتباره خيارا أساسيا يضمن للصحراويين تدبير أمورهم وشؤونهم في إطار السيادة المغربية. وتأتي هذه التطورات المتسارعة بمخيمات تندوف، تزامنا مع نجاح الحراك الشعبي الجزائري في إجبار عبد العزيز بوتفليقة على تقديم استقالته، ومطالبته بتنحي كل الشخصيات السياسية التي تحكمت في مركز القرار على امتداد العقدين الأخيرين إلى جانب الرئيس المنتهية ولايته. وسيمثل إبعاد هذه الوجوه عن السلطة بالجارة الجزائر ضربة قاضية للبوليساريو، والتي من المحتمل جدا أن تعرف مواقفها تغييرا في المستقبل القريب خلال جلسات المفاوضات المقبلة حول الحل السياسي للنزاع المفتعل حول مغربية الصحراء.