أغلق آخر منجم لاستخراج الفحم الحجري في ألمانيا أبوابه أمس الجمعة، لينهي قرنين من الإنتاج الصناعي للفحم والذي شكل الحجر الأساس الذي قامت عليه حركة التصنيع في ألمانيا. وتم إغلاق منجم بروسبر-هانييل بحوض “الرور”، خلال مراسيم حضرها الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، ووزيرة البيئة الالمانية سيفينيا شولتسه، ورئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر إلى جانب ساسة محليين وعدد من ممثلي عالم الأعمال والنقابات العمالية والفعاليات المجتمعية. وتم خلال هذه المراسيم استخراج كتلة من الفحم من قبل أحد عمال المنجم، تم تسليمها للرئيس الالماني شتاينماير. وقال شتاينماير إنها "أكثر من قطعة فحم، إنها جزء من التاريخ"، مضيفا "بدون الفحم وأولئك الذين استخرجوه من تحت الأرض، كان تاريخ هذا البلد سيكون مختلفا". وأشار إلى أن العمال انتقلوا إلى مناجم ألمانيا من جميع أنحاء أوروبا، مؤكدا أنه "مع الفحم، أصبح الغرباء أصدقاء". من جانبه، قال رئيس المفوضية الأوروبية يونكر "إن الفحم والازدهار لا ينفصلان. واليوم نحن نقدر شجاعة وفضائل عمال مناجم الفحم". وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وفق بيان نشر على موقع الحكومة الألمانية "مع نهاية استخراج الفحم، انتهى عهد هام". وأبرزت أن الفحم مكن من تصنيع المنطقة، وبالتالي أحدث التغيير في جميع أنحاء ألمانيا، مضيفة "أريد أن أعترف بذلك لأننا جميعا نستفيد اليوم." وكان قد اتخذ قرار إغلاق مناجم الفحم في عام 2007، عندما كان هناك 30 ألف عامل منجم في ألمانيا. ومع نهاية عام 2017، لم يكن هناك سوى 5700 من عمال المناجم في جميع أنحاء البلاد. غير أن تخلي ألمانيا عن استخراج مواردها الخاصة من الفحم لا يعني تخليها الكامل عن هذه المادة، إذ لا زالت توفر نحو 40 في المائة من احتياجتها من الطاقة بالاعتمادعلى الفحم بشكليه القاري والبني (الليغنيت)، المعروف بنسبة تلوثه الكبيرة وسعره الرخيص. يذكر أن الفحم الحجري ساهم خلال العام الجاري بنسبة 13 في المائة من توليد التيار الكهربائي في ألمانيا. وتسعى ألمانيا وفي إطار تنفيذ اتفاقية باريس لحماية المناخ إلى تخفيض هذه النسبة تدريجيا وتعويضها بالطاقة النظيفة أو المتجددة كليا.