على إثر اكتشافها لكميات وافرة من الغاز الطبيعي قبالة سواحل البحر الأبيض المتوسط وتحولها إلى دولة منتجة لهذه المادة الحيوية، تسارع الحكومة الإسرائيلية الخطى لإقامة مشروع خط غاز بحري يمتد من من حقول شرق المتوسط إلى أوروبا، حيث سيتم التوقيع على هذا المشروع في الأشهر الأولى من السنة المقبلة في اليونان. وأكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في لقائه اليوم الجمعة مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، ورئيس الحكومة اليونانية ألكسيس تسيبراس، في مدينة بئر السبع، قائلا “اتفقنا على مد أطول خط غاز من شرق المتوسط لأوروبا وسنوقع في اليونان خلال أشهر على اتفاق تشييد أنبوب غاز شرقي المتوسط سيكون الأطول تحت البحر”، مضيفا “تحالفنا مع قبرص واليونان هو حجر أساس في استقرار منطقة شرق المتوسط” . ويهم هذا المشروع إقامة أنبوب بحري بطول 1300 كيلومتر من حقل غاز شرقي البحر المتوسط حتى جنوبي اليونان، وكذلك أنبوب بري بطول 600 كيلومتر باتجاه غرب اليونان، بحيث يرتبط بأنابيب هناك من أجل نقل الغاز إلى إيطاليا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي، كما تشير التقديرات الأولية إلى أنه سيتم نقل نحو 10 مليار متر مكعب من الغاز سنويا. وكان وزير الطاقة والمياه الإسرائيلي يوفال شطاينتس وقع في دجنبر من العام الماضي مع نظيريه القبرصي واليوناني والسفير الإيطالي في قبرص على مذكرة تفاهم لتطوير مشروع الغاز الطبيعي المعروف ب “ايست ميد”، والذي يتم بموجبه نقل الغاز الطبيعي من شرق البحر الأبيض المتوسط إلى دول الاتحاد الأوروبي. ومن شأن إقامة مشروع نقل غاز الشرق الأوسط عبرهذا الخط البري والبحري نحو أوروبا في خلق مزيد من التوترات بالمنطقة، خصوصا في ظل وجود خلافات حادة بين لبنان وإسرائيل بخصوص ترسيم الحدود البحرية بينهما، بالإضافة إلى اندلاع المنافسة بينه وبين خط أنابيب الغاز التي ستربط حقول روسيا بأوروبا عبر الأراضي التركية.