ابتداء من يوم السبت المقبل، سيجد المتحرشون أنفسهم في ورطة حقيقية، فكل فتاة ستتسلح بصفارة لإطلاق نداء استغاثة، قبل أن تلتقط صورة للمتحرش يتم تعميمها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. ومن جهتها، أطلقت حركة "ماسكتاش" (لن أصمت) حملة استعمال صافرات للتصدي للتحرش الجنسي، الذي قد تتعرض إليه النساء في الشارع العام، في إطار حملة تحت شعار "إلا ضسر صفري"، أي إذا تحرش بك أطلقي صفارة الإنذار. وقد خرجت مجموعة من النساء إلى شوارع بعض المدن المغربية كالدار البيضاء والرباط ومراكش، السبت الماضي، قصد توزيع صافرات لتستعملها النساء عند تعرضهن للتحرش سواء كان لفظيا أو سلوكيا في الشارع أو في المواصلات العامة. وفي هذا الصدد، قالت بشرى عبدو، مديرة جمعية التحدي للمواطنة، إن مبادرة «الصفارة» إيجابية، وتتسم بالإبداع، وهدفها فتح نقاش وسط الشارع لإثارة انتباه المغاربة إلى خطورة التحرش، مشيرة إلى أن مشاركة النساء فيها بكثافة من شأنها أن تعيد ملف التحرش إلى الواجهة. وأضافت أن هذه العملية "تهدف إلى توعية الناس بالقانون الجديد 103-13 الخاص بمحاربة كل أشكال العنف الذي تتعرض له النساء والتحرش الجنسي". للإشارة فالقانون المتعلق بتجريم العنف ضد النساء دخل حيز التطبيق في 12 من شهر شتنبر الماضي، ومن بين العقوبات التي تنتظر المتحرشين جنسيا، ابتداء من الأسبوع القادم، “عقوبة حبسية من شهر إلى ستة أشهر، وغرامة من 200 درهم إلى 10.000 درهم، أو إحدى العقوبتين لكل من أمعن في مضايقة الغير في الفضاءات العمومية أو غيرها من الأماكن بأقوال أو إشارات أو أفعال لها دلالات جنسية أو لأغراض جنسية، أو عن طريق وسائل مكتوبة، أو إلكترونية، أو هاتفية، أو تسجيلات، أو صور، ذات طبيعة جنسية أو لأغراض جنسية”.