لا تزال ظاهرة التحرش تؤرق بعض المجتمعات العربية بعد انتشارها، وزيادة عدد حالاتها خلال السنوات الأخيرة، حيث أنشأ مجموعة من نشطاء المجتمع المدني بتونس تطبيق يحمل اسم "يزينا" أي "يكفينا " - للإبلاغ عن حالات التحرش داخل وسائل النقل العمومي. ويعد هذا التطبيق المجاني سابقة في تونس، وتتويجا لجهد مجموعة من نشطاء المجتمع المدني ومنظمات غير حكومية في إطار حملة وطنية لمقاومة التحرش بوسائل النقل تحت شعار"ماتسكتش ماكش وحدك"، أي "لا تصمتي لست وحدك". هدا وقد صار تطبيق "يزينا" الآن متاحا عبر متجر غوغل بلاي، ويمكن تحميله بسهولة من قبل أي امرأة قد تكون ضحية تحرش أو رجلا شاهدا على الواقعة وأراد التبليغ عنها، حيث يرسل الباث رسالة مكتوبة يتم على أثرها تحديد مكان عملية التحرش وتوثيقها". ورغم أن التطبيق لا يزال في مرحلته التجريبية، بانتظار التنسيق في مرحلة متقدمة مع الوزارات الوصية، فإن القائمين على الحملة يسعون لتحديد أماكن التحرش، وتوثيق شهادات الضحايا، ليتم بعدها عرض التقرير للضغط على السلطات ودفعها للتحرك نحو مقاومة هذه الظاهرة. في السياق ذاته، أطلقت حركة "ماسكتاش"أي (لن أصمت) بالمغرب، حملة استعمال "صافرات" للتصدي للتحرش الجنسي، الذي قد تتعرض إليه النساء في الشارع العام، في إطار حملة لها تحمل شعار "إلا ضسر صفري"، أي إذا تحرش بك أطلقي صفارة الإنذار، حيث خرجت مجموعة من النساء إلى شوارع بعض المدن المغربية كالدار البيضاء والرباط ومراكش، شهر نونبر المنصرم، قصد توزيع صافرات لتستعملها النساء عند التعرض لأي تحرش جنسي،اضافة الى توعية الجمهور بالقانون الجديد 103-13 الخاص بمحاربة كل أشكال العنف الذي تتعرض له النساء والتحرش الجنسي". حري بالذكر، فقد عرفت المبادرة الأولى من نوعها بتونس اقبالا كبيرا من النشطاء والمجتمع المدني التونسي، في انتظار أن تعمم على باقي الدول المجاورة.