كان يوم 18 ماي عام 2005 شاهدا على إطلاق أضخم ورش تنموي في عهد الملك محمد السادس، حين أعلن عن إطلاق المرحلة الأولى من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بهدف تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفئات الفقيرة. إطلاق هذا المشروع التنموي الهام كان بهدف محاربة الفقر والهشاشة والإقصاء الاجتماعي، عبر إنجاز مشاريع دعم البنيات التحتية الأساسية، وأنشطة التكوين وتقوية القدرات، والتنشيط الاجتماعي، والثقافي والرياضي إضافة إلى النهوض بالأنشطة المدرة للدخل. ففي المرحلة الأولى من انطلاقها في الفترة الفاصلة بين (2005 – 2010) حققت المبادرة ما يفوق 22 ألف مشروع وأنشطة للتنمية، شملت مختلف المجالات الاجتماعية لصالح أزيد من 5.2 ملايين مستفيد، باستثمار إجمالي بلغ 14 مليار درهم، ساهمت فيه المبادرة بمبلغ يقدر ب8.4 ملايير درهم. واستهدفت المرحلة الأولى أربعة برامج، وهي برنامج محاربة الفقر في الوسط القروي الذي هم 403 جماعات قروية لا يتعدى معدل الفقر بها %30، ثم برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي في الوسط الحضري الذي استهدف 264 حيا حضريا، وبرنامج محاربة الهشاشة الذي شمل 10 فئات من الأشخاص في وضعية هشة، إضافة إلى البرنامج الأفقي الذي هم جميع الجماعات القروية والحضرية غير المستهدفة. وبعد النتائج الجيدة التي حققتها المبادرة في مرحلتها الأولى، أطلق الملك محمد السادس عام 2011 الشطر الثاني منها، حيث تم تخصيص حوالي 17 مليار درهم لإنجاز مشاريع تنموية على مدة أربع سنوات (2011-2015)، شملت 702 جماعة قروية و532 حيا حضريا بالإضافة إلى برنامج خامس للتأهيل الترابي خصص له غلاف مالي إجمالي قدره 5 ملايير درهم، يستهدف هذا البرنامج مليون مستفيد قاطن ب3300 دوار، ينتمي إلى 22 إقليما معزولا أو جبليا، خاصة فيما يتعلق بالبنيات التحتية والخدمات الأساسية. وخلال 10 سنوات على انطلاقها (2005-2015)، كشفت التنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أنه تم إنجاز ما يناهز 38341 مشروعا، و8294 نشاطا باستثمار إجمالي يقدر ب29.1 مليار درهم، وبلغ عدد المستفيدين منها أكثر من 9.7 ملايين مستفيد، نصفهم يتمركز في العالم القروي، فيما بلغ حجم الأموال المرصودة لبرامج المبادرة خلال عشر سنوات ما يناهز 17 مليار درهم، وانتقل الغلاف المالي المرصود لبرامج المبادرة في المرحلة الأولى، الممتدة من 2006 إلى 2010 من عشرة ملايير درهم، ليصلَ إلى 14 مليارَ درهم خلال المرحلة الثانية الممتدة ما بين 2011 و2015. ولإعطاء نفس جديد للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في بعدها التنموي أعلن الملك محمد السادس في خطاب العرش الأخير عن إطلاق المرحلة الثالثة لهذه المبادرة، قصد تعزيز مكاسبها وإعادة توجيه برامجها للنهوض بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، ودعم الفئات في وضعية صعبة، وإطلاق جيل جديد من المبادرات المدرة للدخل لتوفير فرص الشغل0