ماتزال ساكنة أكبر واحات طاطا تحت هول الصدمة، بعد التهام النيران لعشرات الآلاف من أشجار النخيل بعدما حولتها لرماد ملأت رائحته المنطقة. الحرائق، والتي ما هي إلا واحدة من سلسلة الحرائق التي اعتاد سكان منطقة “تمنارت” الواقعة تحت النفوذ الترابي لإقليم طاطا على اندلاعها كلما ارتفعت درجات الحرارة، استمرت نهاية الأسبوع المنصرم ليومين كاملين، التهمت خلالها محاصيل زراعية ضخمة وخلفت خسائر مادية مهمة. وحسب مصادر محلية، فقد استنفرت الحرائق كافة السلطات الأمنية والمحلية بالإقليم بفم الحصن، حيث تمت الاستعانة بتعزيزات الوقاية المدنية من طاطا وأكادير، بالإضافة إلى طائرتي صهريج من القنيطرة، وهو ما مكنها من السيطرة على الحرائق ووقف انتشارها. وفيما يخص حجم الخسائر، فقد أوضحت جماعة “تمنارت” أنه ولحدود الساعة فقد تم إحصاء ما يناهز 12 هكتارا من الأراضي والتي كانت تضم 25 ألف نخلة، بالإضافة لمحاصيل مزروعات أخرى كالذرة والبصل، دون الحديث عن خسائر واحة “أكرض” التي اعتبرت المتضرر الأكبر، بخسارة ما يناهز 50 ألف نخلة وأكثر من 40 هكتارا من الأراضي الزراعية. أمام هذا الوضع الكارثي الذي أصبحت تعيشه المنطقة والخسائر الفادحة التي تكبدها المزارعون، ارتفعت أصوات المتضررين المطالبين بتدخل السلطات، وتقديم تعويضات على المحاصيل الضخمة التي التهمتها النيران في يومين، شبهها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بالجحيم لهول الحرائق وارتفاع النيران التي لم ترحم لا الأخضر ولا اليابس. وتجدر الإشارة إلى أن ساكنة دواري “تلمازيغ” و”أكرض” التابعين لجماعة “تمنارت” إقليم طاطا، استفاقت بداية الأسبوع الجاري حوالي الثالثة صباحا، على وقع تصاعد ألسنة النيران بواحة “تلمازيغ”، قبل أن تنتشر النيران بسرعة كبيرة وتصل واحة “أكرض” بفعل درجات الحرارة المرتفعة والمناخ جد الجاف الذي يسود المنطقة، في الوقت الذي لم تكتشف فيه لحدود الساعة الأسباب وراء شرارة الحريق الأولى.