يومان من الحرائق المشتعلة، كانت كافية لتقضي على آلاف الهكتارات، وتحول أكثر من 80 ألف نخلة إلى رماد بأكبر واحتين في مدينة طاطا، وهما واحة "تلمازيغ" وواحة "أكرض" في جماعة تمنارت، التابعة لإقليم طاطا. محمد الحراث، فاعل جمعوي في المنطقة، كشف في تصريح ل"اليوم 24″، أن الفاجعة، التي حلت في المنطقة تستدعي إعلان حالة الطوارئ في البلاد، وإعلان مدينة طاطا منطقة منكوبة، "فيكفي لك أن تمد عينيك إلى الواحات حتى ترى الرماد منتشرا في كل مكان"، يؤكد. وأضاف المتحدث نفسه أن النخيل مورد الرزق الأول لسكان المنطقة، الذين يتاجر أغلبهم في التمور، كما أن هذه ليست المرة الأولى، التي تندلع فيها النيران في الواحات، وعلى المسؤولين في المنطقة، والحكومة، والوزارة الوصية تحمل المسؤولية الكاملة للخسائر، التي حلت بأهل الدواوير المجاورة، وأصحاب الواحات. وقال الحراث إن "جمعيات المجتمع المدني طرقت منذ سنوات أبواب الحكومة لتوفير آليات المساعدة في حالة إندلاع الحرائق في المنطقة، التي تعرف ارتفاع درجة حرارة كبير في فصل الصيف، ما يتسبب في أغلب الأحيان في الحرائق. وأشار الفاعل الجمعوي نفسه، في تصريحه، أن السكان المتضررين ينتظرون إنصافهم، وتعويضهم لإعادة إحياء أرضهم، وزرع نخل جديد في الواحات المنكوبة. وعاشت واحات مدينة طاطا، منذ مطلع الأسبوع الجاري، على وقع حريق مهول أتى على جميع النخل، وأتلف محاصيل التمور، وحول مساحات شاسعة إلى رماد. واستمرت عملية إخماد الحريق حوالي يومين، إذ أستعين برجال الوقاية المدنية، بالإضافة إلى طائرة حربية لإنهاء حريق شب في آلاف الكيلومترات.