أتت ألسنة اللهب الأسبوع المنصرم بكل من واحة أغبالو بجماعة إفران الأطلس الصغير إقليمكلميم، وواحة أكَرض بجماعة تامانارت بإقليم طاطا على أزيد من 250 شجرة النخيل، قدرت بالموقع الأول بحوالي 50 نخلة وبالثاني ب 200 نخلة. ففي الوقت الذي ظلت الأسباب التي تقف وراء حريق أغبالو بإفران مجهولة والتحقيقات جارية من طرف السلطات والدرك الملكي للكشف عنها بعد التغلب على النيران بفضل الوصول المبكر لوحدة الوقاية المدنية من بويزاكارن وكلميم وتظافر جهود السكان القريبين من موقع الحريق. فقد أفادت مصادر الجريدة من عين المكان ... أن واحة "دو أغيون" بتامانارت فقدت المائتي نخلة نتيجة حريق فقد أحد الفلاحين السيطرة عليه بفعل الرياح القوية بعد أن أشعل فتيله للقضاء على الحشائش والنباتات الطفيلية ومخلفات عملية تشذيب نخلات حقله، وأضافت نفس المصادر أن الفلاح المعني استنجد في بداية الأمر بفلاحين آخرين كافحوا معه ألسنة اللهب بالوسائل البدائية في انتظار وصول السلطات المحلية والدرك الملكي ووحدة الوقاية المدنية هذه الأخيرة التي حال البعد بين موقع الحادث وثكنتها بمركز الإقليم بطاطا بحوالي 160 كيلو مترا من وصولها بالسرعة المطلوبة مما نتج عنه تعاظم الخسائر في عدد الأشجار المحروقة. وحسب فاعل جمعوي من بين السكان فقد سبق للسلطات المحلية بطاطا أن حذرت فلاحي الواحات من عملية "الحصيدة" وحرق الحشائش لما تخلفه من حرائق مماثلة تأتي على أشجار الواحة كما وقع في صيف السنة الماضية حيث ذهبت عشرات الأشجار أدراج الرياح وتركت مكانها أرضا عارية تهدد الواحات بالتصحر. لكن وحسب نفس المتحدث فإن الفلاحين لا يجدون بدا من الاستعانة بالنيران لتنقية أراضيهم بين الأشجار لفلاحتها وتحرير المسالك الطرقية بينها كما أنهم يعتبرون هذه العملية ضرورية لحياة النخلة لضمان بقائها مثمرة. وهذا الوضع والمفارقة في ضرورة وخطورة عمليات الحريق الإرادي لنباتات الحقول دعا الفاعلون الفلاحيون وهيئات المجتمع المدني بمراسلات للجهات المسؤولة لإحداث وحدة قارة للوقاية المدنية بفم الحصن أو تامانارت لكونهما واحتين كبيرتين ومهددتين سنويا بالحرائق لمختلف الأسباب الطبيعية والبشرية.