اندلع حريق مهول خلال الأسبوع المنصرم في واحة «آيت مسعود»، التابعة لجماعة «أسرير» في كلميم استمر ما يقارب خمس ساعات على الأقل، ولم يتسبّب في أي خسائر في الأرواح، باستثناء تضرر بعض المحاصيل الفلاحية والمئات من أشجار النخيل الممتدة على طول وادي «واركنون» في منطقة «تغمرت». وفي الوقت الذي حصرت المصادر الرسمية حجم الخسائر في 100 نخلة فقط، أكّدت مصادر «المساء» التي عاينت الواقعة أن الأشجار المتضرّرة من هذا الحريق يتراوح عددها ما بين 800 و1000، أغلبها من النخيل. وسجّلت المصادر التأخر الكبير لعناصر الوقاية المدنية في الالتحاق بموقع الحريق مع ضعف الإمكانيات اللوجيستيكية التي من شأنها تمكينهم من السيطرة على الحريق، خاصة أن الرياح وكثافة الأشجار وتقاربها ساهم في تسريع وتيرة انتقال ألسنة اللهب، التي شكّلت تهديدا حقيقيا لقطعان الماشية المتواجدة في الحظائر القريبة من الواحة، فضلا على التهديد المباشر للسكان المتواجدين فيها. واستنادا إلى أحد الفاعلين الجمعويين في دوار «آيت مسعود»، فإن الحريق الذي شبّ، لأسباب مجهولة، في حوالي الساعة الرابعة من زوال ذلك اليوم، استنفر الساكنة المحلية وشباب المنطقة، الذين لجؤوا، لحظة انتظارهم وصول عناصر الوقاية المدنية، إلى استعمال الوسائل التقليدية إلى جانب المعدات المخصصة لمواجهة الحرائق التي اقتنتها جماعة «أسرير» تنفيذا لِما جاء في المخطط الجماعي للتنمية 2009 -2014، والذي أفرز تفعيله الاتفاق على خلق 6 نقط جديدة للتزود بالماء وجلب فوّهات الحريق في «أسرير» و«تغمرت» وفتح مسالك جديدة لتسهيل ولوج الآليات إلى الواحة وتكوين حوالي 20 متطوعا من الساكنة المحلية للقيام بالتدخلات الأولية في انتظار وصول عناصر الوقاية المدنية. وفي الوقت الذي تتحدّث مصادر عن وجود لوبيات تنتفع من وراء هذه الحرائق «المقصودة» عن طريق المتاجرة في أشجار النخيل، لا يخفي المتتبعون قلقهم البالغ من تكرار الحرائق في هذه الجماعة بالتحديد، خاصة أن استثمارات هامّة واعتمادات كبيرة تمّ جلبها من أجل تثمين الواحة. ورغم أن السلطات تعلن عن فتح تحقيقات في هذه الحرائق كلّما وقع واحد منها، فإنها لم تنجح بعدُ في وضع يدها على الفاعلين الحقيقيين.