شرع إلياس العماري الأمين العام لحزب “الأصالة والمعاصرة”، المستقيل، في ترتيب ما تبقى من الملفات المركونة فوق مكتبه الفاخر بالمقر المركزي للحزب بحي السويسي بالرباط، استعدادا لمغادرة قيادة “الجرار”، وتسليم المقود لخلفه الذي يتوقع أن يتم انتخابه خلال أشغال المجلس الوطني الاستثنائي يوم 26 ماي الجاري. وأفاد مصدر موثوق ل”برلمان.كوم“، أن اجتماعات ماراطونية تُعقد بشكل شبه يومي، وتستمر إلى ساعات متأخرة من الليل، يحضرها إلياس العماري وأعضاء من المكتب السياسي ل”الأصالة والمعاصرة”، يتم خلالها الترتيب لنهاية “ولد خديجة” ورحيله عن قيادة "التراكتور”، مع إجباره على عدم التدخل في اختيار الأمين العام الجديد للحزب، ومرحلة ما بعد رحيله. وأشار المصدر ذاته إلى أن هذه الاجتماعات تعرف مشادات كلامية تكاد في بعض الأحيان أن تتحول إلى ما لا يحمد عقباه، بين إلياس العماري وقياديي “الجرار” الغاضبين. وشدد المصدر على أن الأمين العام المستقيل، يمارس ضغوطات قوية على أقرب المقربين منه الذين تخلوا عنه من خلال إشهار “ملفات خانزة” في وجوههم، وتبادل التهديدات بكشف المستور، حتى يفرض اختياراته بخصوص الأمين العام المقبل، ويستمر في التحكم في التنظيم الحزبي عن بعد، وهو ما ترفضه قيادات حزب “الأصالة والمعاصرة”. وتضم المجموعة المتمردة من “الباميين”، عددا من أعضاء المكتب السياسي ل”الأصالة والمعاصرة”، من المقربين جداً لإلياس العماري، من بينهم العربي المحرشي رئيس الهيئة الوطنية للمنتخبين، ومحمد الحموتي، رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات، وحكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين، وعزيز بنعزوز، رئيس فريق الحزب بالغرفة الثانية، والمصطفى المريزق المُلحق بالفريق البرلماني بمجلس النواب، بالإضافة إلى قياديين آخرين من بينهم رجال أعمال وأعيان كبار، حيث يشير مصدر “برلمان.كوم” إلى إمكانية تحالف جمعهم بتيار عبد اللطيف وهبي وفاطمة الزهراء المنصوري وحسن بنعدي. ويذكر أن أشغال الدورة 23 للمجلس الوطني ل”الأصالة والمعاصرة”، عرفت مشاركة ضعيفة لعضواته وأعضائه بسبب عدم احترام “برلمان الحزب” لقرار الدورة السابقة بعقد مؤتمر استثنائي للبث في استقالة أمينه العام إلياس العماري، إذ لم تتجاوز نسبة الحضور 20 في المائة من أعضاء المجلس الوطني الذي يفوق عددهم الألف.