أفاد مصدر موثوق ل“برلمان.كوم”، أن صراعات حامية الوطيس تدُور رحاها بين كبار قياديي حزب “الأصالة والمعاصرة”، بإيعاز من الأمين العام المستقيل، إلياس العماري، الذي يسعى بكل الطرق والوسائل لتصفية معارضيه داخل الحزب، وحتى القياديين الذين كانوا من المقربين إليه إلى حدود الأمس القريب، والذين لا يترددون في الجهر بقربهم من “عراب البام” في جل جلساتهم الخاصة والعامة، وذلك حتى يتسن له تمرير ما يسعى لتمريره من قرارات خلال الدورة الاستثنائية المقبلة للمجلس الوطني للحزب، التي ستنعقد خلال الأسابيع المقبلة بدون رئيسة “برلمان الجرار”. وذكر نفس المصدر، أن إلياس العماري، أعطى تعليمات صارمة، للعربي المحرشي، عضو المكتب السياسي ل”البام” ورئيس هيئة منتخبي الحزب، من أجل توقيع مُراسلة لا تستند على أي سند قانوني، موجهة إلى عمدة مدينة مكناس عبد الله بوانو، يُنصب من خلالها البرلمانية السابقة نبيلة بنعمر رئيسة لفريق مستشاري الحزب ببلدية مكناس، معتبراً أنها “رئيسة فريق حزب (الأصالة والمعاصرة) بمجلس بلدية مكناس، ولا يُوجد رئيس فريق غيرها، وهي المخاطب الوحيد باسم الفريق لدى رئيس المجلس البلدي ولدى الفرقاء الآخرين سواء كانوا في الأغلبية أو المعارضة”، ليقطع بذلك الطريق على عضو المكتب السياسي للحزب المصطفى المريزق، ويُجهض جميع أحلامه الوردية. وحول خبايا المُراسلة المثيرة التي أصرَّ الأمين العام لحزب “الأصالة والمعاصرة”، على أن يُوجهها العربي المحرشي بصفته رئيساً للمؤسسة الوطنية لهيئة المنتخبين، والتي لا وجود قانوني لها، فقد كشفَ ذات المصدر المتحدث ل“برلمان.كوم”، أن إلياس العماري لم يعد يُطيق ما يقوم به المصطفى المريزق، الذي يستغل الغياب شبه الدائم لجواد الشامي المندوب العام للملتقى الدولي للفلاحة، الذي كان يقود “كتيبة” مستشاري “الجرار” في بلدية مكناس، ليشرع في ممارسة عمليات “ابتزاز” و”لي ذراع”، تطال رئيس المجلس البلدي وبعض نوابه، للظفر ببعض الامتيازات وقضاء مآرب وأغراض شخصية، مُشيراً إلى أن عبد الله بوانو عبر خلال لقاء جمعه بإلياس العماري عن استيائه الشديد من تصرفات المصطفى المريزق داخل دواليب المجلس البلدي، وما ينهجه من سلوكات تحقيرية مع موظفي ومنتخبي ذات المؤسسة المنتخبة. وأورد المصدر نفسه، أن “عراب البام” وجد فيما بلغه عن “رفيقه القديم” المصطفى المريزق على لسان رئيس بلدية مكناس، وما بلغهُ عنه من هكذا تظلمات من طرف رئيس مجلس جهة فاس-مكناس امحند العنصر، فرصة سانحة للشروع في قطع أجنحته داخل “البام” وإغلاق جميع الأبواب في وجهه، خصوصاً يُورد مصدر “برلمان.كوم”، أنه أضحى يُسيء إليه كثيراً ويستغل اسمه في بعض المناسبات، وسبق وأن حذره من ممارسته التي يقوم بها داخل مجلس النواب إزاء بعض البرلمانيات والبرلمانيين وموظفي الفريق البرلماني للحزب. ولم يتردد المصطفى المريزق في التفاعل مع قرار “رفيقه القديم”، مقطراً عليه الكثير من “الشمع”، إذْ اعتبر أنه “من المميز اليوم أن نشاط الأحزاب السياسية المغربية في صناعة التغيير”، (وهو الشعار الذي رفعه البام خلال الانتخابات البرلمانية)، “ما عدا استثناءات بسيطة، لم يعد يبدي اهتماما كبيرا ل”التناقض”، والاعتراف علانية بأن استمرار الماضي حيا في الحاضر، يقيد العقل ويعوق انطلاق الفكر”. وأضاف بالقول: على متن تدوينة أوردها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، “نحن أمام مشهد حزبي يمتلك قبضته من سلطة الماضي.. نحن ندعو علانية لنزعة توفيقية إصلاحية، تتوافق مع وعينا الاجتماعي وموقعنا الطبقي وتراثه الفكري. لا نريد الأذى لأي كان”، مضيفا بالتهديد: “ما نريده هو أن يغيب عن المشهد أولائك الذين نعرفهم جميعا، قبل أن نذكر أسماءهم علانية”. وأورد عضو المكتب السياسي ل”البام”، معلقاً بطريقة ملغومة على وثيقة العربي المحرشي: “نحن الحماسة، استجابة للأوضاع التي ترتبت عن الأزمة الطاحنة التي شهدها مجتمعنا. صحيح هناك مسؤولية الدولة والتاريخ والجغرافية.. لكن هناك ظلم القربى.. من دون الدخول في تفاصيل تناقض اليمين واليسار والوسط.. لأننا دون القوة والقدرة لتحديد من هؤلاء في الواقع الحقيقي..”.