الرجل الأول بالجهاز الكروي بالمغرب، لا يؤمن بالصدف في الإنجازات بخطى ثابتة يسير نحو التتويج، وبشغف وطموح عاليين يصيب الأهداف، بهدوء طباعه واتزان شخصيته استطاع تحقيق نجاحات غير متوقعة، زاوج بين التدبير المالي والرياضي، فأبدع في الحصيلة. فوزي لقجع، ابن مدينة بركان الواقعة شرق المملكة، رأى النور سنة 1970، في وسط متوسط الدخل، من أب اشتغل في سلك التدريس، وأم سهرت على تربية أربعة أبناء، سلك مسارا أكاديميا متميزا بعد حصوله على شهادة الباكلوريا، التحق بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة سنة 1988، حيث نال شهادة مهندس زراعي، ليختار توجها ثان مغاير لتكوين استنفذ فيه طاقة وجهدا كبيرين، شغفه بالمجال الاقتصادي والمالي قاده إلى ولوج المدرسة الوطنية للإدارة بالدار البيضاء لاستكمال دراسته ونيل شهادة منها. شغل مناصب مهمة، انطلق من المفتشية العامة للمالية، ثم إدارة الميزاينة، ليحل على رأسها مديرا لميزانية الدولة بوزارة الاقتصاد والمالية، وإلى جانب التسيير المالي والإداري، تربع “لقجع” على عرش رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لولاية ثانية، حيث أبان عن علو كعبه وكفاءته المتميزة في تسيير وتدبير إدارة الجامعة. سنوات طفولة مشحونة بحب كرة القدم عاشها “لقجع”، لاعبا في صفوف نهضة بركان ورئيسا للنادي فيما بعد، تشبثه بفكرة جعل فرقة صغيرة من أهم الفرق المغربية تحققت، حيث يعود له الفضل في نقل نهضة بركان من القسم الوطني الثاني إلى القسم الوطني الأول في البطولة الاحترافية، صدارة غير متوقعة أحسن “لقجع” تدبيرها عاملا على انتداب لاعبين مخضرمين شباب لتدعيم ترسانة الفريق، ومقومات بشرية تدفع بالفريق نحو التتويج دائما. “لقجع” الرجل الأول بالجهاز الكروي بالمغرب، لا يؤمن بالصدف في الإنجازات كونه يعتبر كرة القدم علما قائم الذات ينبني على أسس علمية وبطريقة احترافية، واضعا استراتيجية احترافية لتطوير الممارسة الكروية في المغرب، مستعملا مفاتيح نجاح عثر عليها بفضل دهائه ومهارته الفكرية والتدبيرية، واضعا ثقته في المدرب “هيرفي رونار” المتمرس الضابط لقواعد اللعبة والمتحكم فيها، بعد تجربة غنية مع الفريق الكوديفواري، في وقت عارض اختياره عدد من المسؤولين. آمن رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بإيجابية النتائج بالتعاقد مع المدرب الحالي للمنتخب الوطني، في وقت بالغ الحساسية، اختياره دون غيره ليس اعتباطيا أو وليد اللحظة، وإنما جاء بعد تدارس عميق ومحكم، خطة رسمها معتبرا إياها شحنة إضافية للمغرب، مطالبا من “رونار” أن يضع كل ما يحمله وعاء التجربة في خدمة الفريق الوطني. بحبكة عالية يشرف “لقجع” على استقطاب لاعبين من مختلف الدول الأوروبية من أصول مغربية يعملون على تعزيز الفريق الوطني، طاقات و كفاءات شابة تعمل بتكتيك احترافي. تأهل المنتخب الوطني إلى كأس العالم روسيا 2018، نتائج جهود اختزلها المغاربة في شخص “فوزي لقجع”، معتبرين أنه أعاد لكرة القدم المغربية هيبتها، رجل يربط القول بالفعل، عاهد فأوفى، وغير من واقع مظلم إلى مستقبل كروي مشرق. عمل “لقجع” بذكاء خارق في الاستفادة من مساره المهني وتجربته في ترؤس مديرية الميزانية بوزارة الاقتصاد والمالية، من خلال وضع أسلوب حكامة يلائم الأهداف المسطرة على مستوى رئاسة الجامعة، كونه يخدم استراتيجية النهوض بالممارسة الكروية على الصعيد الإفريقي، سيما أن مسؤولية إدارة الميزانية تتطلب تحضير مشاريع قوانين المالية ومتابعة تنفيذها، وضمان تدبير برامج التكوين المستمر للموارد البشرية، والمساهمة في تحديد أشكال تمويل المشاريع أو البرامج، كل هذه النقاط عمل “لقجع” على تفعيلها لتحقيق النتائج التي حصل عليها المنتخب الوطني في المباريات الأخيرة.