أصبح شبح الجفاف، يهدد بشكل كبير الفلاحة بالمغرب، بعد التأخر الملحوظ في التساقطات المطرية وتراجع منسوب المياه الجوفية الذي رصد بشكل كبير في العشر سنوات الأخيرة، ما أتى ليزيد من العلامات المشيرة لسنة فلاحية صعبة، لن يلطف من هولها إلا تساقطات مطرية تسقي الأراضي العطشى. بوادر سنة جافة وصعبة على الفلاحة بالمغرب، دفعت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، لاتخاذ مجموعة من الإجراءات التمويلية، لمحاولة إنقاذ الموسم الفلاحي ومواكبة الفلاحين قصد ضمان التزويد الكافي لمدخلات الإنتاج، من أسمدة وبذور. وارتباطا بذات الموضوع، أكد وزير الفلاحة، عزيز أخنوش، في وقت سابق على ضرورة توفير وعقلنة الموارد المائية، خاصة بالدوائر الكبرى للري، من أجل تدارك النقص الذي عرفه الموسم الفلاحي الحالي في التساقطات المطرية المسجلة على مستوى التوزيع الجغرافي والزمني، ناهيك عن التدابير المتخدة من قبل وزارة الفلاحة في مواسم الجفاف، التي تهم بالأساس حماية الثروة الحيوانية وحماية الموارد النباتية ومراقبة تنفيذ مشاريع الفلاحة التضامنية. ومن جهتها، وتفاعلا مع التأخر الملحوظ للتساقطات المطرية وخوفا من تضرر الفلاحات وأهمها الفلاحة البورية التي تعتمد بشكل كبير على التساقطات، كلفت جهات عليا للإشراف على برنامج استعجالي بهدف مواجهة الجفاف، الذي بدأ بتلقيح السحب واستمطار اصطناعي بواسطة مواد كيماوية، كما هو معمول به في عدد من الدول التي تشهد تأخيرات طويلة للتساقطات المطرية، العملية التي أشرفت عليها لجنة تضم مسؤولين من مديرية الأرصاد الجوية وعناصر من القوات المسلحة الملكية المكلفين بالطيران الخفيف، إضافة إلى فرقة خاصة من الدرك الملكي سبق لها أن أوكلت لها مهام للاستمطار الاصطناعي. هذا وأكد الحسين بوعابد، رئيس مصلحة التواصل بمديرية الأرصاد الجوية، أنه من غير الوارد أن تشهد المملكة تساقطات مطرية قبل الأسبوع القادم، مشيرا إلى أن هذا التأخر ناتج عن المرتفع الآصوري، الذي تشهده المنطقة ما بين المغرب اسبانيا والبرتغال. وفي حديثه عن انعدام التساقطات في شهر نونبر الجاري، أكد بوعابد، أن المغرب لم يشهد انعداما للتساقطات في شهر نونبر منذ العام 1995، مبشرا بتساقطات مطرية مهمة، من شأنها أن تبدد مخاوف الفلاحين، من المتوقع أن يعرفها شهري دجنبر ويناير القادمين.