هي لغة قوية، تلك التي خرج بها بيان أصدره عدد من مثقفي شرق المغرب، وشاركه غالبيتهم على حوائطهم بمواقع التواصل الاجتماعي، داعين إلى مقاطعة الدورة الأولى من المعرض المغاربي للكتاب، المقام في نسخته الأولى بمدينة وجدة انطلاقا من اليوم الخميس. وأوضح نص الغضب الذي شاركه المئات من المثقفين المحلين بالجهة قائلا “نحن فعاليات من الحقل الثقافي بالجهة الشرقية، مبدعين، كتابا، شعراء، نقادا وباحثين في مختلف مشارب الفكر والأدب وبعد اطلاعنا على برنامج المعرض المغاربي للكتاب الذي تشرف على تنظيمه وكالة تنمية الشرق بالتعاون مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة والاتصال من 21 إلى 24 شتنبر 2017 بوجدة، فإننا، ونحن إذ نبارك مثل هذه المناسبة ذات البعد المغاربي، لما تعمل على إرسائه من أواصر الأخوة وقنوات التواصل والتعاون بين شعوب المنطقة، لا يفوتنا أن نبدي استياءنا من الأسلوب الذي انتهجه المنظمون في الترتيب لفعاليات المعرض وبرامجه، ومباغتة المهتمين بالشأن الثقافي بالجهة بالإعلان عنه”. وسجل المحتجون بهذا الشكل الحضاري الراقي ملاحظات انتقدوا من خلالها عدم إشراك أعضاء ممثلين لبلدات ومدن الجهة الشرقية في أشغال اللجان والخلايا الموكل إليها التحضير للمعرض، معبرين عن سخطهم من التعتيم على التظاهرة، والتخطيط لها في سرية مريبة، “كأن الشأن الثقافي لا يهم عموم الساكنة، ورواده الشرعيين في الجهة من مبدعين ومهنيين”، حسب ما أوضحه نص البلاغ الذي توصلت برلمان. كوم بنسخة منه. وانتقد عدد من هؤلاء المثقفين بالدهة إقصاء أهم أعلام المجال الثقافي بالجهة (مقيميهم وغير مقيميهم) مبرزين أنه “غابت عن المشاركة في أنشطة المعرض أسماء ذات صيت يتخطى حدود الوطن، وهذا يتعارض مع روح وعمل وكالة تنمية الشرق، وسياسة الدولة عموما في تثبيت أسس الجهوية الموسعة والعادلة”، بالمقابل كشفوا في البلاغ أن المنظمين استقدموا “أسماء لا علاقة لها بالجهة لتخويلها مأموريات التخطيط والبرمجة والتدبير والتنفيذ، في الوقت الذي تزخر الجهة بأسماء قادرة على الاضطلاع بهذه المهام، مشهود لكفاءتها في الميدان وطنيا ودوليا”. ومما أثار سخط مثقفي الشرق ضد هذا المعرض المقام أمام مسرح محمد السادس بوجدة، “تكثيف أنشطة المعرض وإجراؤها في نفس الفترات الزمنية مع تعدد الفضاءات المحتضنة لها، ما من شأنه أن يحد من تعميم الفائدة”، ثم “تكرار نفس الأسماء المشاركة في أكثر من فقرة، وهناك من بلغ عدد مشاركاته أربع مرات”، ناهيك عن “اتسام المعرض بتناقضات عدة من حيث عنوانه وشعاره ومضامين برامجه. فالعنوان هو: “المعرض المغاربي للكتاب”، بينما ضيف الشرف هو دولة السينغال.. والشعار هو: ” لنعبر عن الشباب.. لنكتب الأمل”، بينما يلاحظ أن حضور الشباب جاء باهتا جدا، إن لم نقل منعدما. أما البرنامج فقد كاد يحيد عن أهداف المعرض، وتناول قضايا بعيدة كل البعد عن الفكر والأدب المغاربي”. وخلص غضب هؤلاء المحتجون باستغرابهم من كونهم كانوا يعانون باعتبارهم مبدعين في هذه الجهة، من التهميش والإقصاء في المعرض الدولي للكتاب (الدارالبيضاء)، “وإذا بالتهميش والإقصاء يطالنا حتى في عقر دارنا”. ودعا المحتجون كافة الغيورين على المشهد الثقافي بالجهة، للتعبير عن رفضهم لهذه الممارسات غير المقبولة، والتصدي لها بما أمكن من وسائل. ويأتي هذا الغضب أمام استقبال المعرض لعشرات الضيوف من مختلف دول العالم ومن مناطق أخرى من المغرب للمشاركة في هذا الحدث، بل ولتأطير الندوات المبرمجة على هامشه، حيث تم حجز عدد من فنادق المدينة لهم وتوفير مختلف وسائل التنقل لهم من أجل حضور فعاليات المعرض.