تضع الجزائر نفسها في تناقض صارخ بين متطلبات مواجهة التهديدات الأمنية على أرضها وفي المنطقة، وإصرارها غير المبرر وغير المفهوم على رفض التعاون الأمني مع المغرب في مواجهة مخاطر الإرهاب التي أصبحت تهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها. فقد ذكرت وسائل الاعلام الجزائرية، نقلا عن دوائر رسمية، أن أجهزة الأمن فككت، بمدينة وهرانالجزائرية خلية إرهابية تقوم بتجنيد مقاتلين في صفوف تنظيم "الدولة الاسلامية"، “داعش” وأوقفت عناصرها. وحسب وكالة الأنباء الجزائرية، فقد اعتقلت أجهزة الأمن، خلال الأيام القليلة الماضية، أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 19 عاما و56 عاما، بينهم المكلف بتجنيد العناصر الإرهابية، الذي يبلغ 56 سنة، وكان يستعمل الإنترنت لتجنيد الأشخاص لصالح جماعات إرهابية، فيما تم توقيف الثلاثة أشخاص المتبقين “وهم يتأهبون لمغادرة التراب الوطني للتوجه إلى سوريا"،وفق ذات المصدر. يذكر أنه على مدار السنوات القليلة الماضية دأبت السلطات الجزائرية على الإعلان عن إلقاء القبض على شبكات لتجنيد مقاتلين في صفوف "مجموعات إرهابية تنشط في الخارج"، وتقول في كل مرة إن عدد مواطنيها في هذه التنظيمات قليل، وفقد ما ذكره موقع 3الجيري تاميز”. ونقل الموقع عن وزير الشؤون الدينية الجزائري، محمد عيسى، في ديسمبر الماضي، قوله إن "عدد الجزائريين في صفوف داعش لا يتجاوز 100 شخص، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بدول مجاورة (لم يسمها). وتفيد تقارير أمنية جزائرية، حسب ذات المصدر، أن قرابة 400 جزائري ينشطون في صفوف تنظيم “داعش” و"جماعة النصرة"، فرع القاعدة في سوريا. على الرغم من كل هذه التهديدات التي تتحدث عنها الجزائر، تصر سلطات هذا البلد على رفض التعاون والتنسيق مع المغرب لمواجهة مخاطر الإرهاب ، التي أصبحت تخترق المنطقة من كل جانب. وكان مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية (BCIJ)، عبد الحق الخيام، قد عبر مؤخرا في تصريحات صحفية عن “أسفه لغياب تعاون من جانب الجزائر في مكافحة الإرهاب، ما قد يستغل ليس فقط من قبل المنظمات الإرهابية، ولكن أيضا من قبل الشبكات الإجرامية النشطة التي تتعاطى تهريب المخدرات والبشر والأسلحة. وقال الخيام في حديث مع الموقع الاسباني "ميد ماريوكوس" (RedMarruecos): "ما فتئت أسائل الجزائريين حول التهديد الذي يخيم على المنطقة"، مبرزا أن "إصرار "الجزائريين على خلق نزاع بأي ثمن (مع المغرب حول الصحراء)، لا يجب أن يحول دون التعاون وضمان الأمن في هذه الجهة، وخاصة بعد ظهور العديد من الكيانات الإرهابية في المنطقة".