لم يستسغ ممثل الجزائر حديث مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، عبد الحق الخيام، عن التهديد الإرهابي القادم من مخيمات تندوف وتحول بؤرة العار هذه إلى فضاء استقطاب لتنظيم داعش لمجنديها. وقد غادر الممثل الجزائري مقعده بقاعة ندوات بمجلس المستشارين، بعد أقل من خمس دقائق من شروع عبد الحق الخيام في تقديم عرضه في ندوة حول موضوع «ظاهرة انتشار التطرف العنيف بمنطقة منظمة الأمن والتعاون بأوروبا والاستراتيجية الكفيلة بالحد من استقطاب وتجنيد المنظمات الإرهابية للشباب: المقاربة المغربية»، نظمها مجلس المستشارين، الجمعة 20 أكتوبر 2017. وبمجرد شروع عبد الحق الخيام في الحديث، بمعرض مداخلته عن تدخلات المغرب، ممثلا في الجهاز الذي يرأسه، وفي إطار انخراطه الدولي والإقليمي في مكافحة الإرهاب، وإسهامه في الكشف عن مجموعة من العمليات الإرهابية الدولية، التي عرفتها دول المنطقة، ومن ضمنها الجزائر، انسحب الجزائري خارج القاعة. وذلك، بعد استماعه للمداخلات السابقة لمداخلة الخيام، والتي دشنت انطلاقة أشغال الندوة، التي يشارك في تنظيمها الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون بأوروبا. وقد نبه عبد الحق الخيام إلى التهديد الذي تشكله مخيمات تندوف، التي أضحت وجهة لداعش لاستقطاب أفرادها ومقاتليها ومجنديها منها. وهو ما كشفته عمليات تفكيك المغرب لمجموعة من الخلايا الإرهابية التي كانت لعناصرها علاقة بجبهة البوليساريو، والذين يرتبطون بعلاقة مباشرة بالجزائر. كما أوضح مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، والذي كان صرح سابقا أن ما يناهز مائة شخص من المغاربة المحتجزين بمخيمات العار بتندوف ينشطون في خلايا إرهابية على مستوى المنطقة والعالم. أيضا تنبيه الخيام، يؤشر على غياب التعاون بين الجارتين، المغرب والجزائر، في مجال مكافحة الإرهاب. وهو الغياب، الذي كان تحدث عنه المسؤول الأمني المغربي في مناسبات عدة وعزاه إلى عدم رغبة الجارة في ربط جسور التعاون في هذه القضية الحساسة والعابرة للقارات.