أثارت تصريحات المرشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية إيمانيول ماكرون خلال زيارته الأخيرة الأسبوع الماضي للجزائر وتطرق فيها إلى الفترة الاستعمارية، جدلا حادا في فرنسا واستياء واسعا خاصة في صفوف اليمين الفرنسي. فقد انتقد العديد من المسؤولين السياسيين من اليمين ومن حزب “الجبهة الوطنية” بشدة تصريحات ماكرون لإحدى القنوات الجزائرية، وقال فيها، “إن الاستعمار جزء من التاريخ الفرنسي، إنه جريمة، جريمة ضد الإنسانية (…) وهو جزء من هذا الماضي الذي يجب أن نواجهه بتقديم الاعتذار لمن ارتكبنا بحقهم هذه الممارسات”. وقال جيرار دارمانين المقرب من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي والنائب عن الحزب الجمهوري (يمين) في تغريدة: “العار لإيمانويل ماكرون الذي شتم فرنسا في الخارج”. من جانبه قال الوزير الأول الأسبق جان بيار رافارين: “إيجاد تعارض بين الفرنسيين وإخراج هذه القصص بغرض التقسيم أو إعادة التعبئة، أرى وراء ذلك أغراضا انتخابية. ليس جديرا برئيس دولة أن ينبش جراحا لا تزال مؤلمة جدا”. من جهته، اتهم واليران دو سان جوست المسؤول في “الجبهة الوطنية” ماكرون “بطعن فرنسا من الخلف”. يذكر أن ماكرون (39 عاما) الذي شهد نجمه صعودا خلال حملته الانتخابية، مرشح ، حسب استطلاعات الرأي،للانتقال إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي يجري في 7 مايو القادم، لمواجهة زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان. وسبق لفرنسوا فيون مرشح اليمين أن تناول موضوع الاستعمار أثناء حملته الانتخابية، حيث قال في نهاية غشت الماضي إن “فرنسا لم تكن مذنبة حين أرادت مشاركة ثقافتها مع شعوب أفريقيا”.