في سباقها المحموم نحو استحقاق سابع أكتوبر المقبل ، تزايد اهتمام الأحزاب السياسية مؤخرا ،بالتيار السلفي في محاولة منها لاستمالة عدد من الوجوه السلفية المعروفة. ومن بين الأحزاب التي انخرطت في هذا السباق ، هناك ، حزب الاستقلال والعدالة والتنمية والحركة الديمقراطية الاجتماعية. في هذا السياق ، يرى سعيد الكحل ، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أنه ينبغي التمييز بين نوعين من شيوخ السلفية ، إذ أن هناك من أعلن عن مراجعته لمعتقداته ،”مراجعة جذرية و شاملة”. وأعطى كمثال على ذلك بالسلفي محمد رفيقي “أبو حفص” ، معتبرا أن هذا النوع من السلفيين الذين راجعوا عقائدهم “جملة و تفصيلا” ، يعد إدماجهم في الحياة السياسية “أمر إيجابيا ومفيدا”، لأنهم صاروا ، كما قال ، يتبنون فكرة الدولة المدنية و النضال الديمقراطي. و أضاف بأنهم أيضا أصبحوا يتبنون الانخراط في العمل السياسي من أجل بناء دولة ديمقراطية من داخل المؤسسات، بدل أولئك الذين يعملون من خارج المؤسسات ،سعيا منهم ل”تفتيت الدولة وإقامة دولة أخرى، هي دولة الخلافة”. و أكد سعيد الكحل في تصريحه ل'برلمان كوم ” بأن الاعتراف بأبي حفص و إدماجه كمواطن يسعى لبناء دولة ديمقراطية بعد أن تراجع عن كل مواقفه ، هو “عمل إيجابي”. و يرى المتحدث ،أن فتح الباب أمام الصنف الثاني من السلفيين ،الذين لم يراجعوا مواقفهم ، يشكل “خطرا ” على الديمقراطية. مشيرا إلى أن ترشيحهم للانتخابات التشريعية لدخول المؤسسات الدستورية و خاصة البرلمان، الذي كانوا يعتبرون التشريع به “كفرا” ،يعد “خطأ” في حد ذاته . وقال إنهم “سيستغلون المؤسسات التشريعية و النظم القانونية لتمرير مواقفهم و تمرير خطابهم” ، مشددا على أن “الأخطر” في ذلك أنهم إذا دخلوا البرلمان سيتمتعون بالحصانة البرلمانية و هذا سيحميهم من اي متابعة قضائية و سيعطيهم مجالا أوسع لنشر عقائدهم و التحريض على الكراهية و التكفير و القتل . و حسب سعيد الكحل فإن سعي الاحزاب إلى استقطاب الرموز السلفية لم يكن بهدف إدماجهم في الحياة السياسية ، بل من أجل “استثمارهم كأصوات وكقاعدة لها تأثير مباشر في كسب بعض المقاعد”، مثل طنجة و تطوان و مراكش على وجه الخصوص . وعلى الرغم من أن مرجعية التيار السلفي تعتبر قريبة ، نوعا ما ، من حزب العدالة و التنمية ، فإن ذلك لم يمنع السلفيين من الانخراط في أحزاب سياسية أخرى، حيث استقطب حزب الاستقلال سلفيين، كانوا معتقلين سابقا ، مثل عبد الوهاب رفيقي ، الذي ترشح باسم الحزب في مدينة فاس ، وكان معتقلا سابقا قبل أن يشمله العفو الملكي سنة 2012 . و بمدينة طنجة اختار الحزب ذاته أن يستقطب السلفي هشام التمسماني ، الذي كان من المحرضين على هجمات الدارالبيضاء في سنة 2003 و هجمات مدريد في سنة 2004، و تم ترحيله من إسبانيا حيث كان إماما بمسجد في توليدو . من جهة أخرى ، عمل حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية بدوره على استقطاب عدد من السلفيين ، الذين كانوا بدورهم معتقلين إسلاميين و شمل بعضهم العفو الملكي و بعضهم انهى مدة اعتقاله . و تتردد الانباء بدخول المعتقل السلفي السابق عبد الكريم الشاذلي سباق الانتخابات المقبلة عن طريق حزب “عرشان” . يذكر ايضا أنه قبل أيام قليلة رفضت السلطات المحلية بمدينة مراكش قبول الملف الذي وضعه السلفي المتطرف ، حماد القباج، للترشح باسم حزب العدالة والتنمية عن دائرة “كليز” بمراكش .