أثار إعلان الكاتب السينمائي ديفيد فرانزوني مؤلف فيلم “المصارع” عن رغبته أن يؤدي الممثل ليوناردو دي كابريو شخصية الشاعر المسلم الصوفي جلال الدين الرومي، جدلاً واسعا من الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي الذين أطلقوا وسم RumiWasntWhite # ويعني: الرومي لم يكن أبيض البشرة, اعتراضاً على هذا الاختيار. وعبر المغردون عن استيائهم من اختيار دي كابريو، مدّعين أن الشاعر المسلم صاحب الأصول الأفغانية، لم يكن يحمل بشرة بيضاء دون أن يقدموا دليلا على ذلك، لكن المتابع للتعليقات يجد أن الجمهور معترض على مبدأ اختيار رجل أبيض للقيام بدور مسلم، عادة ما يجسده على الشاشات رجال ببشرة سمراء وملامح شرقية، خصوصاً إذا ما كان الدور يتعلق بالإرهاب، بحسب “هفيقتون بوست”. ويعمل الكاتب والسيناريست ديفيد فرانزوني، الحائز على جائزة “أوسكار”، على سيناريو عن قصة حياة المتصوف والشاعر في القرن الثالث عشر “جلال الدين الرومي”. ويهدف الكاتب إلى تحدي الصورة النمطية للشخصيات الإسلامية في هوليوود، من خلال تصوير حياة جلال الدين الرومي. ويريد الكاتب ديفيد فرانزوني والمنتج ستيفن جويل، أن يؤدي الممثل الشهير ليوناردو دي كابريو دور “الرومي”، بينما يلعب الممثل روبرت جونيور دور صديقه “شمس الدين التبريزي”. وسافر الكاتب والمنتج إلى تركيا منذ أسبوع، لمقابلة خبراء مختصين بحياة وشعر الرومي، وزاروا أضرحة وأماكن كان يعيش فيها الرومي في مدينة قونية، على أن يبدأ التصوير العام المقبل. وأوضح فرانزوني، بحسب صحفية “الجارديان” أن الأمر الذي دفعه إلى تناول حياة الرومي من خلال فيلم سينمائي، هو تأملاته التي استمرت في التعامل مع الهموم التي يقع فيها الإنسان المعاصر، إضافة إلى شعره الحاصل على شعبية كبيرة في الولاياتالمتحدة. واستقر جلال الدين الرومي في قونية سنة 623 ه إبان عهد دولة السلاجقة الأتراك، وعرف جلال الدين بالبراعة في الفقه وغيره من العلوم الإسلامية، فتولى التدريس بقونية في أربع مدارس، بعد وفاة أبيه سنة 628 ه ثم ترك التدريس والتصنيف والدنيا وتصوّف سنة 642 ه أو حولها، فشغل بالرياضة وسماع الموسيقى ونظم الأشعار وإنشادها. وتركت أشعاره ومؤلفاته الصوفية التي كتبت بلغته الأم الفارسية تأثيراً واسعاً في العالم الإسلامي، وبخاصة على الثقافة الفارسية والأردية والبنغالية والتركية، وفي العصر الحديث ترجمت بعض أعماله إلى كثير من لغات العالم ولقيت صدًى واسعاً جداً إذ وصفته هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية “بي بي سي” سنة 2007م بأكثر الشعراء شعبية في الولاياتالمتحدة.