الخط : إستمع للمقال عادت الطغمة الحاكمة في "شرقستان" إلى تحريك نفس الدمى المشبوهة للإعلان عن خطوة تصعيدية جديدة ضد المغرب. و ذلك عندما قامت باحتضان ما سمته "يوم الريف" فوق ترابها. ففي يوم السبت الماضي 23 نونبر 2024، حرصت دولة الثكنة على توفير كل الشروط المادية واللوجيستيكية والإعلامية لتنظيم "الدورة الأولى ليوم الريف" على حد زعم إعلام الجنرالات. الملتقى العدائي تم تنظيمه بفندق ليغاسي بالجزائر العاصمة، وحرصت الطغمة الحاكمة على جمع فلول ما تبقى من ممثلي الدول الإفريقية التي ما زالت تجاهر بالعداء للمغرب ومحاربته، وذلك عبر ضمان حضور وزير منتدب يدعى غانيف هندريكس من جنوب إفريقيا إلى جانب رئيس حزب بيمو الموزمبيقي يعقوب سيبندي، وأعضاء من البوليساريو وبرلمانيين جزائريين في خدمة النظام.. هاته الخطوة بمثابة إعلان عن الحرب، مادامت الدول لا تقبل من جيرانها ولا بعد الترات قليلة منها بتواجد من يخطط لضرب استقرارها واستهداف وحدتها الترابية. علاوة على كون الأساليب العدائية لا يكفيها الآمرون بها ولا منفذوها.. ولا يبدو أن نظام العسكر ينوي التعقل وتغليب الحكمة أو التجاوب مع اليد الممدودة لملك المغرب ورمز سيادته ووحدته.. لقد سبق لنا في "برلمان.كوم" أن نبهنا الى أن الدوامة لن تتوقف منذ أن «استغلت مجموعة ما يسمى الحزب الوطني الريفي، الذي ولد بين أحضان النظام العسكري الجزائري، يوم السبت 14 شتنبر الجاري، لتنظيم ما سمته ذكرى ميلاد جمهورية الريف. وهي المناسبة التي تجندت لها أذرع النظام الجزائري، كما تزامن ذلك مع تحركات تمتح من المعين نفسه» كما كتبنا في موقعنا وقتها. ولنا اليوم أن نعيد إلى الأذهان، لا سيما بالنسبة لمن يرددون أسطوانات بالية عن التعابير النظامية الثورية ويصدقون شعارات النظام الجار! فقد بدأت العملية من حراك الريف، خلال 2017، محاولة توظيفه، واستمر العدوان بالعمل على تمويل مسيرة بروكسيل لما سمي تخليد الذكرى 100 لإعلان جمهورية الريف وفتح تمثيلية لما يسمى بالحزب الوطني الريفي في العاصمة الجزائر، وأطلقت عليها «مكتب تمثيلية الريف بالجزائر»، وضمان عقد لقاءات له تحت قبة برلمان جنوب إفريقيا، وتنظيم لقاءات من هذا النوع.. وانطلاقا من هذه الملاحظات نحن نطرح السؤال حول معنى هاته التحركات المعادية: هل هي دليل جنون؟، إذ تخلت الجزائر عن كل تفكير عقلاني، بسبب خفوتها الديبلوماسي وتلقيها الصفعات المتتالية؟ ممكن جدا.. هل هي دليل يأس؟، مادام الملف المتعلق بالأقاليم الجنوبية للمغرب قد تم حسمه فعلا كما قال جلالة الملك، وبالتالي تريد أن تصنع للمغرب جبهة جديدة؟ ممكن جدا كذلك.. هل هي دليل عداء، وهو الشعور المتمكن من الدولة والنخبة والجيش في دولة الجيران والذي لا يمكنهم بدونه بناء أي شرعية لتقديمها للشعب المحاصر والمخنوق؟ ممكن جدا جدا.. غير أن المحسوم فيه ولا شك هو أننا في الحقيقة أمام التقاء كل هذه الاستنتاجات والمشاعر، بل أكثر أي الجنون واليأس والعدوانية المفرطة وانسداد الأفق ... وهو مزيج وكوكتيل انفجاري لا شك سيصيب أصحابه! الوسوم الجزائر المغرب فرنسا