الخط : إستمع للمقال استغلت مجموعة ما يسمى الحزب الوطني الريفي، الذي ولد بين أحضان النظام العسكري الجزائري، يوم السبت 14 شتنبر الجاري، لتنظيم ما سمته ذكرى ميلاد جمهورية الريف. وهي المناسبة التي تجندت لها أذرع النظام الجزائري كما سيتبين من أطوار المناسبة... كما تزامن ذلك مع تحركات تمتح من المعين نفسه. ويتضح أن الأطراف المعادية للمغرب تجندت خلال العملية على مرحلتين. الأولى في حفل لومانيتي (l'Humanité) حيث سعت أطراف متطابقة إلى جعل الريف عملة ابتزاز مغربي في المجال الحقوقي، وهي في الواقع كانت تهدف إلى إعطاء الغطاء الحقوقي للدعوة الانفصالية.. وقد حضرها انفصاليون معروفون وآخرون مقنعون بقناع حقوقي...، والفصل الآخر خطط له أن يتم في البلجيكية بروكسيل. كانت الدعوة عامة لتنظيم ندوة ضخمتها الدعاية الانفصالية المسنودة من النظام الجزائري وبعض النفر ممن لا يخفون دعمهم لكل ما يسيء للمغرب.. الندوة فشلت حيث لم يتجاوز الحضور أصابع اليد.. ولم تستقطب إلا من في نفوسهم مرض.. أما التخطيط لكي تحتضن بروكسيل "مسيرة " مشبوهة فإن الحضور الباهت كشف عورة المنظمين.. أولا، تعمد الحضور استعمال الوسائل المنحطة في سب وشتم ثوابت المغرب ورموزه ولم تسلم من وقاحتهم لا المؤسسة الملكية ولا المؤسستين العسكرية والأمنية، إضافة إلى الشعب المغربي قاطبة.. بنعته بالبلد المحتل... ما يكشف الحقد والكراهية العميقين للمغرب، الذي نتابع فصوله مع النظام الجزائري قبل غيره.. ثانيا، كان واضحا أن التحركات المشبوهة جاءت بعد أن عمت منطقة الريف حالة ارتياح كبيرة إثر العفو الملكي الأخير، الذي صدقت له آلاف العائلات في الريف، نظرا لآثاره العميقة وطابعه الحقوقي المتقدم وما يحمله من تأهيل اجتماعي واقتصادي لعشرات المئات من الأسر.. ثالثا، تعمد المنضوون تحت يافطة الحزب الانفصالي أن يعلنوا دعمهم للانفصال في الصحراء المغربية، وهي الوظيفة الحقيقية التي من أجلها تم تجنيدهم.. وهو ما لا نجد له تفسيرا سوى في الهزائم التي تلقتها الطغمة العسكرية في القضية الوطنية للمغرب، خاصة بعد اعتراف فرنسا وقبلها إسبانيا باعتبارهما معنيتين تاريخيا واستعماريا بالملف. وشعور الحكم العسكري بنهاية هذا الملف دفعه إلى الرفع من استفزازه للمغرب وتعبئة كمشة الخونة في الريف للضوباج الانفصالي! لا سيما بعد أن تلقت الديبلوماسية الشرقية صفعات متتالية في آسيا كما في اليابان والصين وروسيا وإندونيسيا الأمر الذي أشعرها بنهاية القصة التي فبركتها.. رابعا، لقد تهيأت الأذرع الإعلامية لنقل كل الوقائع "الغريبة" التي عاشتها بروكسيل، وتابعنا القناة الجزائرية ومنصتها "Al24news" تنقل أطوار المسيرة تحت رعاية لصيقة من أشخاص مشبوهين، بل إن الفيديوهات التي نشرتها جماعة المخادعين في وسائط التواصل هي نفسها التي بثتها المنصة المذكورة.. ولم يقتصر الحضور على الخدمة الإعلامية بل وصلت درجة السهر على السير والتتبع ونوعية الشعارات... خامسا، لا يمكن فصل هذا الانخراط الجزائري عن الانحطاط السياسي الداخلي والذي عرف مداه مع الانتخابات الرئاسية التي جعلت الجزائر مسخرة من أول يوم في الحملة إلى الإعلان المزدوج للنتيجة.! نقول مزدوجا لأنه كان بنتيجتين: نتيجة ب94% وثانية ب84% بعد أن أعلن الرئيس "تنازله"عن الفارق! يتبع الوسوم الجزائر المغرب فرنسا مراكش