الخط : إستمع للمقال منذ أن برح سليمان الريسوني السجن، بعد استفادته من عفو ملكي سامي، وهو يمارس التشهير والاعتداءات اللفظية في حق عدد من المسؤولين والهيئات الرسمية والمهنية الوطنية. ومن مفارقات سليمان الريسوني، أنه يتظاهر بتعرضه للتشهير والتقريع، والحال أنه لا ينفك يترك أي مناسبة للتصريح الإعلامي إلا ويمارس من خلاله التشهير المتوشح بالقذف والسب والشتم والإهانة. ففي أول خروج لسليمان الريسوني، هاجم الرجل العديد من المنابر الإعلامية الوطنية بعبارات لا تخلو من تشهير، إذ وصف مواقع إخبارية دون أن يسميها بعبارات ساقطة مثل "صحافة المراحيض"، و"صحافة الدعارة"، و"صحافة الزبل". هكذا كان يشهر سليمان الريسوني بالصحافة التي يعتبرها "لا تدور في فلكه"، والتي أسدل عليها أوصافا دنيئة تنهل من معين القمامات والمراحيض والكباريهات. ولم يكتف سليمان الريسوني بهذا السقف من التشهير والقذف في حق الصحافة والصحافيين، بل هاجم حتى النقابة الوطنية للصحافة المغربية ورئيسها، بدون أن يسميه بالاسم، بعبارات ازدرائية! لا لشيء سوى أن النقابة الوطنية أصدرت بيانا وتصريحا يتحدث عن تورط الصحفيين المستفيدين من العفو في "جرائم حق عام". ويبدو أن سليمان الريسوني لا يؤمن بالاختلاف وإنما يريد أن يسمع فقط صوت المطبلين والمهللين وغرارين "عيشة"، أما من يصدح بقول الحقيقة التي تنغص مسامعه فهو، وفق تعبيره الساقط، "محسوب على صحافة الزبل وصحافة المراحيض". وإمعانا في التشهير، انبرى سليمان الريسوني يمارس اعتداءاته اللفظية بحضور شاهدين وهما حميد المهداوي ورضى الطاوجني. والضحية هذه المرة هو المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج الدكتور محمد صالح التامك. فقد وصف سليمان الريسوني المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج بعبارات تنطوي على عناصر تأسيسية مادية ومعنوية لجريمة القذف والتشهير والإهانة، بعدما وصفه "بالبئيس"، وهو ما دفع حميد المهداوي للتدخل لإيقاف نزيف التشهير والاعتداء اللفظي الذي تورط فيه سليمان الريسوني. يبدو أن فم سليمان الريسوني أصبح يشكل "بيئة إجرامية"، بعد تورطه في التشهير بالصحفيين والمندوب العام للسجون، وهو ما يفرض إجراء معاينات قانونية على "فم" الرجل، لاستعمالها المحتمل في متابعات قضائية مرتقبة. فهل يدرك سليمان الريسوني أن ما تلفظ به في حق الصحفيين والمندوب العام للسجون هو تشهير إعلامي واعتداء لفظي بالمفهوم القانوني؟ أم أنه يطوع مدلولات التشهير حسب تقديراته الشخصية واستيهاماته الذاتية؟ الوسوم الجزائر المغرب سليمان الريسوني فرنسا