تفاجأ الرأي العام الوطني بما كتبه الزميل سليمان الريسوني في افتتاحية جريدة ” أخبار اليوم” حول فرضية “تسريب منطوق الحكم القضائي الصادر في مواجهة حميد المهدوي حتى قبل النطق به من طرف القاضي في جلسة المحكمة”. هذا “التسريب/ الفضيحة”، دفع العديد من المهتمين بالشأن القضائي إلى مطالبة المجلس الأعلى للسلطة القضائية بضرورة “فتح بحث دقيق في هذه الادعاءات التي تمس بحرمة الأحكام الصادرة باسم القانون وباسم الملك”، خصوصا وأن افتتاحية جريدة أخبار اليوم كانت قد أكدت الخبر بقولها “إن الأخطر والأنكى أن هناك من كان يعرف الأحكام حتى قبل صدورها، إذ أن صحافيا معروفا هو المصطفى الفن استبق صدور الحكم على المهدوي بساعات وكتب يقول (لست متفائلا بخصوص الحكم المنتظر أن يصدره مساء اليوم القاضي الطرشي ضد زميلنا الصحافي المهدوي. وهذا ليس استنتاجا صحافيا بل الأمر يتعلق بمعلومة استقيتها من مصدر قضائي قريب من هذا الملف..). وهكذا فبعدما اعتدنا تسريب الامتحانات، ها نحن أمام تسريب الأحكام”. وفي الوقت الذي كان فيه الرأي العام ينتظر إجراء بحث من طرف أعلى سلطة قضائية بخصوص هذه المزاعم غير المسبوقة، خرج الصحفي المصطفى الفن، المنسوبة إليه تلك التصريحات الخطيرة، بتدوينة على موقعه الإخباري ” آذار”، يكذب فيه ” مزاعم تسريب الأحكام”، ويؤكد في المقابل ” عندما كتبت قبل ثلاثة أيام تدوينة قلت فيها إني لست متفائلا بخصوص الحكم المنتظر أن يصدره القاضي الطرشي ضد الصحافي المهدوي، فإني ألم أكن أتوقع أن يؤول بعض الأصدقاء هذه التدوينة تأويلا متعسفا قال كل شيء إلا الحقيقة”. أكثر من ذلك، فقد تبرأ الصحفي الذي “أكل بفمه الثوم” سليمان الريسوني من كل التصريحات والمزاعم المنسوبة له، واعتبرها غير صحيحة على الإطلاق، وأعزى تدوينته السابقة ليس إلى شبهة التسريب “وإنما إلى تقليب النظر في فصول المتابعة”، حسب تعبيره الراقي. وكانت افتتاحية أخبار اليوم قد جرّت عدة مؤاخذات وانتقادات على الصحفي المصطفى الفن من طرف رواد العالم الأزرق، وذلك قبل أن يخرج هذا الأخير بتدوينته الجديدة التي قطع فيها الشك باليقين، وكذّب فيها ما نسب إليه من شبهة “العلم المسبق بالحكم القضائي الصادر في حق الصحافي حميد المهداوي”. فقد جاء في تدوينة منشورة في إحدى الصفحات على موقع فايسبوك ” هل كان المصطفى الفن يتاجر في أحاسيس البنت سلافة، ابنة الصحفي حميد المهدوي، عندما التقط معها صورة ونشرها على الساعة الثامنة و46 دقيقة ليلا؟ أي قبل النطق بالحكم بحوالي 35 دقيقة. فإذا صدقت جريدة أخبار اليوم التي قالت بأن المصطفى الفن كان يعرف الحكم بساعات قبل النطق به، فإنه حين كان يتلقط تلك الصورة مع البنت البريئة سلافة إنما كان يتلاعب بمشاعرها… لأنه كان يعلم مسبقا بالحكم الصادر في حق والدها حسب الجريدة”. صفحات أخرى على موقع فايسبوك ذهبت أبعد من ذلك بقولها ” أن المصطفى الفن نشر صورته الفوتوغرافية مع ابنة حميد المهدوي وهو يتمنى، على لسانها، الإفراج عنه… بيد أنه كان يدرك مسبقا أن الحكم سيكون بالسجن لثلاث سنوات…أي استهتار هذا بمشاعر المواطنين، خاصة إذا كانت بنت في ربيعها الخامس أو السادس تنتظر البت في مصير والدها”. لكن هذه الانتقادات والمؤاخذات سوف تتلاشى بعدما خرج الصحفي المصطفى الفن بتدوينة جديدة يُكذّب فيها ما نسبه له الزميل سليمان الريسوني في افتتاحية “أخبار اليوم” من “مزاعم تسريب الأحكام”، والتي اعتبرها مجرد ” تأويل متعسف قال كل شيء إلا الحقيقة”. وقد علّق أحد الزملاء الصحفيين على هذه الواقعة ساخرا” شبهة تسريب الأحكام هي آخر إبداعات وصيحات موضة صحافة التشهير، التي جندت رصاص قلمها، وعبأت مداد محبرتها منذ اعتقال توفيق بوعشرين، للتشهير وانتقاد كل صحفي أو جهة رسمية أو خاصة اصطفت إلى جانب الضحايا في ملف مدير النشر السابق، المتابع من أجل الاتجار بالبشر والاغتصاب وهتك العرض والتحرش الجنسي”. وبالمناسبة، فالصحفي الذي اختلق ” شبهة تسريب الأحكام” هو نفسه الذي كان قد ابتدع أكذوبة ” صحافة التشهير”، أي تلكم الصحافة التي لا تتحدث بلسان حال المشتبه بهم في قضايا الاغتصاب.