الخط : إستمع للمقال أما آن لحسن الكتاني أن يَرعوي ويقطع مع حبل التخرُّصات (الكذب) القصير. فهذا العائد من براثن التطرف والغلو، أبى إلا أن تكون أتعاب محمد زيان، الذي كان قد آزره سابقا في قضايا الإرهاب، عبارة عن "شهادة زور وتدليس على المغاربة". فقد انبرى حسن الكتاني يزعم في وسائط الاتصال الجماهيري وفي الشبكات الاجتماعية بأن "محمد زيان اعتقل ظلما وعدوانا، وأن المغاربة يجدُر بهم المنافحة عنه بدعوى أنه كان يدافع عنهم قبل اعتقاله!" ولمن يريد أن يعرف خلفيات ومنطلقات هذا الإسهال في التدوين عند حسن الكتاني، ودفاعه المشبوه عن محمد زيان، عليه أن يُراجع تصريحات ومواقف سابقة لهذا الأخير بخصوص علاقته التعاقدية والأسرية مع النقيب السابق. فحسن الكتاني كان قد استفاد من مؤازرة مجانية (فابور) من محمد زيان عندما كانت شبهات الإرهاب تمسك بتلابيب جِلبابه، وكان التطرف يطبق على أفكاره ومرجعياته. وقد حان الوقت ليُسدد حسن الكتاني الأتعاب عينا وليس نقدا، من خلال شهادة زور يتطاول فيها على الضحايا وعلى نظام العدالة بالمغرب. وشهادة حسن الكتاني، وإن كانت مشوبة بالزور، فهي أيضا مجروحة ومطعون فيها، لأنه سبق أن اعترف بلسانه بأنه مطالب برد الدين للنقيب السابق بسبب مؤازرته المجانية ودفاع "فابور" الذي كان قد استفاد منه. ولم يَكتفِ هذا المعتقل السابق في قضايا الإرهاب بالانحياز والإمعان في الذاتية في شهادة الزور التي أدلى بها لفائدة محمد زيان، بل تدثر كذلك بالكذب والتناقض عندما ادعى بأن هذا الأخير كان يدافع عن جميع المغاربة! فالوحيد من المغاربة الذي دافع عنه محمد زيان مجانا، أو بدرهم رمزي، لم يكن سوى حسن الكتاني، أما باقي المغاربة فقد عرّضهم النقيب السابق للغدر واختلاس أموال عامة! والدليل أن القضاء أدان هذا الأخير مؤخرا بتهمة الفساد المالي بعدما بدّد أكثر من مليون درهم من أموال الدعم الانتخابي. ولعل من مفارقات حسن الكتاني، وربما هي من موحشات الرجل، أنه خرج يتودد للمغاربة ويستجدي دفاعهم عن محمد زيان، ونسي أنه كان قد خرج منذ أشهر معدودات يتهم المغاربة ب"الذل والهوان والاستخفاف". فبعد استفزاز المغاربة من طرف حسن الكتاني، بعبارات ازدرائية تنهل من محبرة الغلو ورفض الحق رغم قيام الدليل، خرج هذا المتطرف السابق، هذه المرة، يتسول المغاربة ويدغدغ مشاعرهم بشهادة زور، يستعرض فيها مثالب محمد زيان ملفوفة في مناقب كاذبة مضللة. والمثير في شهادة الزور الأخيرة لحسن الكتاني بشأن محمد زيان، أنه تقمص دور "اللفيف العدلي" الذي يشهد ببراءة النقيب السابق من جرائم التحرش الجنسي، والاختلاس، والخيانة الزوجية، وتهجير أشخاص بطريقة غير شرعية، ومساعدة مجرم مطلوب للعدالة، وإعطاء القدوة السيئة لفتاة قاصر.. وغيرها من الجرائم البشعة. فكيف خلص حسن الكتاني إلى هذه القناعة الزائفة؟ وما هي حجته في تبرئة المتحرش وتكذيب الضحايا؟ وعلى أي أساس كوّن هذا الاقتناع غير الصميم؟ ألم يكن حسن الكتاني منحازا في هذا الحكم بسبب علاقة الصداقة المشهودة بين عائلته والنقيب السابق، وبسبب مؤازرته المجانية السابقة في إطار قضايا الإرهاب؟ لقد كان حريا بحسن الكتاني أن يطلب الهداية لمحمد زيان، وليس العفو الملكي، لأن الرجل ما ترك موبقة من الموبقات إلا أتاها عمدا متعمدا. كما كان جديرا بحسن الكتاني أن يستغفر ربه، ويرعوي من شهادة الإفك والزور التي قالها في حق محمد زيان، وهو الذي يعرف جيدا أنه لم يكن متجردا ولا صادقا عند حديثه عن ذمة الرجل العليلة. الوسوم الشيخ حسن الكتاني محمد زيان