نظمت مكتبة الألفية الثالثة، اليوم الجمعة، حفل تقديم كتاب "الاعلام في زمن اللايقين " الإصدار الجديد للكاتب الصحفي جمال المحافظ، وذلك في إطار اليوم الوطني القراءة للجميع. ويتضمن الكتاب ستة فصول، تتناول قضايا "الإعلام والرقمنة" و "الثقافة والاعلام" و"الاعلام والسياسة" و"الصحافة والذاكرة" و"الاعلام والمؤسسات" و"الاعلام والجوار". ونقرأ في مقدمة المؤلف التي أعدها الأستاذ الجامعي حسن طارق، أن نُصوص هذا الكتاب تحمل قلق السؤال حول مُستقبل الإعلام في قلب تحولات جارفة. تفعل ذلك وهي تُفكر في أثر السياسي على الصحافة، وتقف على اختبار الأخلاقيات في زمن الرقمنة، وتستعرض تحديات الصحافة الثقافية أمام اكتساح الضحالة المُعممة، وتُدقق النظر في حُضور الطفل والمرأة والثقافة والرياضة في إعلام اليوم، وتبحث في مآلات بنيات ومؤسسات الأداء الإعلامي. وأكد المحافظ في حديثه، أن الإصدار الجديد "الإعلام في زمن اللايقين"، لا يناقش مفهوم اللايقين، بقدر ما يطمح إلى إثارة الانتباه إلى تحديات ورهانات الإعلام والاتصال في القرن الواحد والعشرين، مبرزا أننا نعيش فعلا في عالم اللايقين. وفي كلمة ألقاها حول إصداره الجديد في هذا اللقاء الذي حضره نخبة من المثقفين والإعلاميات والإعلاميين وأكاديميين في مجال الصحافة والنشر، اعتبر جمال المحافظ أنه من الصعوبة الحديث عن التحولات التي طالت وسائل الإعلام بدون ربط هذه المتغيرات بالتقدم الحاصل في قطاع التكنولوجيا الذي جعل الحدود ما بين وسائط الاتصال تنهار "، معتبرا أن جائحة "كوفيد 19" ساهمت بشكل كبير في تسليط مزيد من الضوء على مبدأ اللايقين معرفيا وسياسيا وثقافيا وإعلاميا وتزامن ذلك مع التفاهة والشعبوية وسيادة التجهيل. وأشار محافظ في تشريحه خلال هذا اللقاء، للمعنى الذي يقصده باللايقين أن الإنسان ليس قادرا على معرفة كل شيء بدقة متناهية، مبرزا أن وسائط الإعلام والاتصال أصبحت موجهة لطريقة تمثل العالم وجعلت العلاقة به لا تتم وفق التجربة المباشرة للأفراد بل وفق ما تقدمه هذه الوسائط جاهزة، مبرزا استنادا إلى كتاب بين الزمن والأبدية " للباحثين إيزابيل ستنغرس وإيليا بريغوجين الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1977، أن "اليقين الوحيد الذي يمكن أن يتمتع به المرء. هو أننا نعيش في عالم اللايقين".