تطرقت صحيفة العرب اللندنية، في أحد مقالاتها يومه الأربعاء، لموضوع تجديد إسبانيا دعوتها للجزائر، بعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ونهج أسلوب الاحترام المتبادل في العلاقات الثنائية. وأكد محمد الطيار الباحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية، أن "تجديد وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس، في حواره مع صحيفة "الإسبانيول" دعوته للجزائر بعدم التدخل في شؤون بلاده الداخلية، يعكس استياء إسبانيا من تصرفات النظام الجزائري بعد إعلان اعترافها بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، بصفتها المستعمر السابق للمنطقة، وهو قرار جعل الجزائر تقوم بعدة ردود أفعال وإجراءات ضد إسبانيا في محاولة منها للضغط وإجبارها على التراجع عن موقفها المساند للمغرب". ولفت الباحث المغربي في تصريحات ل"العرب" إلى "فشل الجزائر في توظيف ورقة الطاقة وإيقاف استيراد العديد من المنتجات الإسبانية، وتعليق معاهدة "الصداقة والتعاون" المبرمة سنة 2002، وسحب سفيرها وتجميد عمليات التجارة الخارجية من إسبانيا وإليها". وأوضح الطيار، أن "تصريح وزير الخارجية الإسباني يعبر بشكل صريح عن أزمة خطيرة تشهدها الجزائر في علاقاتها الدبلوماسية مع جوارها الإقليمي المباشر حيث علاقاتها مقطوعة مع مدريد والرباط، كما يعد رسالة من الحكومة الإسبانية إلى الجزائر تدعوها إلى الابتعاد عن توظيف عدة طرق فشلت كلها في ثني إسبانيا عن موقفها السيادي المساند للمغرب، منها محاولات توظيف المعارضة الإسبانية خاصة المساندة منها لأطروحة بوليساريو الانفصالية، للضغط على الدولة الإسبانية". واعتبر الطيار في تصريحه، أن ما جنته الجزائر بعد كل الإجراءات الفاشلة التي اتخذتها على إثر الموقف الإسباني تبرهن للمنتظم الدولي أنها "الطرف الرئيسي والوحيد في النزاع الإقليمي المفتعل في الأقاليم الجنوبية المغربية وأنها المستفيد من إطالة أمده".