تواصل الجارة الشمالية إسبانيا إبداء مخاوفها من التسلح الجوي المتزايد للمغرب، خاصة مع اقتنائه لطائرات "درون" متطورة من أطراف مختلفة منها أمريكاوتركيا وإسرائيل، وهي المخاوف التي بدت جليا في ما أرودته صحيفة "الإسبانيول" حول نية المغرب وضع ثلاث من "الدرونات" العسكرية التركية على مقربة من مليلية المحتلة. وتأتي هذه الخرجة الإعلامية الإسبانية في سياق متصل لمراقبتها لتسلح المغرب، كما أنها جاءت في ظل استمرار الأزمة بين الجانبين، ما يجعل التساؤل حول خلفيات هذا الخروج الإعلامي الإسباني بهذا الخبر مشروعا، علاوة على التساؤول عن الأسباب التي قد تدفع المغرب بهذه الخطوة في حال تحقق ما نشرته الصحيفة الإسبانية المذكورة. وفي هذا السياق، يرى الخبير العسكري المغربي الباحث في العلوم السياسية، محمد شقير أن "الصحيفة الإسبانية التي نشرت الخبير تبقى مصدرا غير رسمي، وإن كانت تعبر عن تخوفات في الجانب الإسباني، خصوص في إطار التوتر الحالي بين إسبانيا والمغرب، وأيضا في إطار تسابق نحو التسلح بين ثلاث قوى إقليمية في المنطقة هي إسبانيا والمغرب والجزائر". وشدد الخبير العسكري نفسه، على أنه "في إطار هذا التسابق، فالجانب الإسباني يراقب بحذر شديد كل أنواع اقتناءات المغرب، خاصة في ما يتعلق باقتناء الدرونات كما جاء في مقال" الإسبانيول"، والتي حاول أن يقتنيها من الولاياتالمتحدة الأمركية وتركيا وإسرائيل". واعتبر شقير، أن "اقتناء المغرب للدرونات العسكرية يدخل في إطار عصرنته لسلاحه الجوي، وبالتالي فإن هذه الصفقات كانت منتظرة خاصة بعد الصفقات التي تم إبرامها مع تركيا". المحلل والباحث في العلاقات الدولية محمد شقير وأشار الباحث في اللوم السياسية نفسه، إلى أن "تخوف إسبانيا من وضع المغرب لطائرات 'درون' عسكرية على القرب من مليلية يجب أن يتم التحقق منه أولا، وفي نفس الوقت فهو تعكس كما قلت تخوفات إسبانيا من أن توجه هذه الطائرات للمجال الإسباني، وإن كان المغرب يمكن ان يستعملها ليس فقط لمواجهة إسبانيا، ولكن أيضا لمراقبة عبور المهاجرين غير النظاميين الذي اتخذ في الآونة الاخيرة ارتفاعا مضطردا وشدد شقير على أن هذا الخبر الذي أوردته "الإسبانيول" إن صح، فإن وضعهم على مقربة من مليلية يمكن استعمالها فقط لمراقبة عملية العبور أو التهريب التي تكثفت في الآونة الأخيرة"، مؤكدا على أن هذا الأمر سيكون في صالح إسبانيا لأنها ستحمي حدود مليلية التي تعتبر ثغرا أساسيا لتسرب المهاجرين غير النظاميين إلى إسبانيا وخلص شقير إلى ان المقال الذي أودرته الإسبانيول هو يمثل بشكل عام انعكاسا لتخوفات إسبانية ومراقبة كل التطورات التي يعرفها اقتناء المغرب لنوع جديد من الطاشرات التي أصبحت آلية من آليات العتاد الجوي، وآلية من آليات عصرنة الأسطول الجوي في إطار ما يمكن أن نسمي الحرب العصرية التي أصبحت تدار ححاليا من خلال هذا النوع من الطائرات". وكانت صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية الواسعة الانتشار، قد أودرت، في وقت سابق، أن المغرب اقتنى طائرات عسكرية بدون طيار من تركيا وسينصبها على بعد 30 كيلومترا من مليلية المحتلة، حيث ستذهب ثلاث على الأقل من اثنتي عشرة طائرة هجومية ذكية جديدة حصلت عليها المملكة إلى جبل أروت في الناظور. وأوضحت الصحيفة المذكورة، أنه بعد شراء أحدث الطائرات بدون طيار من الولاياتالمتحدة وإسرائيل، حصلت الرباط للتو على دفعة أخرى في تركيا، حيث أدى جمع هذا النوع من المعدات المتطورة إلى قيام المغرب بتخصيص منطقة معينة من القاعدة العسكرية في "مونت أروت" في الناظور لهذه الطائرات بدون طيار، والتي تقع على بعد 30 كيلومترًا فقط من مليلية، مشيرةإلى ان هناك العديد من القواعد العسكرية المغربية التي تضم طائرات بدون طيار، مثل: أورزازات، وبن جرير، ومكناس والقنيطرة. وأكدت "الإسبانيول"، على ان المغرب سيتلقى عشرات الطائرات بدون طيار من طراز "bayraktar tb2′′، بقدرة هجومية واستقلالية كبيرة (تصل إلى 26 ساعة)، مقابل مبلغ يقارب 60 مليون أورو. وتأمل الرباط في استلام الطائرات في غضون شهرين، إذ قالت مصادر ل"لإسبانيول" لم تسمِّها: "ستذهب ثلاث على الأقل من هذه الطائرات الجديدة بدون طيار إلى جبل أروت". أحمد الهيبة صمداني