من يطّلع على "تدوينات"، أو بالأحرى "تلفيقات" حسن بناجح، عضو جماعة العدل والإحسان، يدرك جيدا، وبشكل لا يدع مجالا للشك، أننا أمام شخص ألِف الكذب مثلما ألفت جماعته التدجيل والتدجين، وأننا أمام رهط يجعل من "الإفك على الدولة" مظهرا من مظاهر الكذب الحلال. ففي آخر تلفيقة نشرها حسن بناجح في حسابه الشخصي على موقعي تويتر وفايسبوك، ادعى المعني بالأمر، بكثير من الكذب والبهتان، أن "مجزرة يجري ارتكابها من طرف قوات السلطة المغربية"، في إشارة لتدخل القوات العمومية لمنع أعضاء جماعة العدل والإحسان من فرض "نواميسهم وأعرافهم داخل كليات الدارالبيضاء". والمتمعن جيدا في هذه "التلفيقة" يستنبط مقدار الكذب ومنسوب البهتان عند حسن بناجح، فهذا التابع يتحدث عن "مجزرة"، رغم عدم تسجيل أية إصابات أو وفيات، كما أنه استخدم بشكل مريب ومحفوف بالتوجس عبارة "قوات السلطة المغربية"! فالمغربي، الذي يعتبر نفسه مواطنا مغربيا، ليس بحاجة لإضافة الجنسية المغربية ل "قوات السلطة"، وفق الشكل الذي استعمله حسن بناجح، اللهم إلا إذا كان هذا الأخير يدين بولاء آخر غير الولاء للمغرب. أيضا يطرح هذا "الحشو اللغوي" العديد من التساؤلات حول الجهة المستهدفة بهذه التدوينات! فإذا كان حسن بناجح يخاطب سكان المنصات التواصلية المغاربة، فلن يكون بحاجة لإضافة "الجنسية المغربية لقوات السلطة"، أما إذا كان يقصد الوشاية والتخابر مع المنظمات الأجنبية، وهذا هو الراجح، فإنه سيكون ساعتها مطالبا بتبيان جنسية القوات التي يكذب عليها. ولعل ما يؤكد هذا الطرح ويعضده، هو أن حسن بناجح قام لاحقا بتعديل هذه التدوينة/ التلفيقة في موقع فايسبوك، بينما تعذر عليه ذلك في تويتر، إذ قام باستبدال "قوات السلطة المغربية" بعبارة "قوات المخزن"! لكن لماذا استبدل حسن بناجح هذه العبارة في فايسبوك دون تويتر؟ الجواب بكل بساطة هو أن فايسبوك يسمح بإحداث تغييرات في جوهر التدوينات المنشورة، بينما يتعذر القيام بذلك في موقع تويتر، الذي يسمح فقط بحذف التغريدة وليس إدخال تعديلات فيها. هذا هو حال "الزفاط الأشر" حسن بناجح، الذي تجاسر في الكذب حتى صدق فيه البيت الشعري القديم القائل "تفاخر في المداهنة والنفاق...فاستبق مسيلمة عند الرهان".