يبدو أن حسن بناجح يؤمن حد اليقين بأن الإفراط في الكذب والإسراف في تحريف الحقائق يغلبان الحقيقة! ومن الراجح أيضا أن جماعة العدل والإحسان تعتبر الكذب على سلطات القنيطرة هو من مواطن الكذب الحلال! ولذلك ما انفك حسن بناجح يكذب ويكذب حتى تماهى مع الكذب وصدقه، فكان هو أول ضحية لأراجيفه التي كان يراهن عليها لتغليط للرأي العام. ففي آخر صيحات الكذب والبهتان عند جماعة العدل والإحسان هو التلاعب بحصيص الطلبة في بورصة المزايدات الشعبوية. فقد ادعى حسن بناجح بأنه جرى تعذيب ثلاثة طلبة قبل أن يخفف لاحقا من منسوب كلمة "التعذيب" ويستعيض عنها بمفردة "التعنيف". ولأن الكذب على الدولة حلال، فقد انتقل عدد المعتقلين المزعومين إلى 24 طالبا، رغم أن ولاية أمن القنيطرة نفت بشكل قاطع تقييد أو سلب حرية أي طالب في إطار عملياتها النظامية. فمن الذي يكذب إذن؟ هذا السؤال لا يحتاج إلى جواب لأن السكوت في معرض الحاجة إلى بيان فهو بيان. فالدولة تعلم جيدا أن توقيف أي شخص يستدعي إشعار عائلته، ووضعه تحت الحراسة النظرية، واخضاعه لبحث قضائي، وهذه مسألة لا يمكن الكذب فيها أو إنكارها. أما جماعة العدل والإحسان فهي تعلم أن "اللسان ما فيه عظم"، وتدرك كذلك أن الوزر الديني الناشىء عن الكذب يتحمله حسن بناجح بمفرده. لذلك، فهي تمطط له اللجام على قدر كذبه، فكلما كذب كثيرا كلما اتسعت فرائصه بفعل اتساع فجوة اللجام. ولعل هذا ما جعل حسن بناجح يكذب ويكذب ويحرف الحقائق في واقعة القنيطرة، اعتقادا منه أن "السلوقية" ليس لها لجام في شهر رمضان الفضيل.